قررت الرؤية أن تعالج البطالة بأساليب احترافية¡ تنعكس على قوة الاقتصاد الوطني¡ وذلك عبر تفعيل مبدأ «ريادة الأعمال» في أوساط المجتمع¡ وانتشار هذا المبدأ بين الشباب الراغب في العمل الحر¡ لإيمان الرؤية بأن هذه الآلية تتناسب كثيراً وطبيعة المجتمع السعودي..
تحارب المملكة منذ عقود مضت¡ ظاهرة البطالة بشتى صورها¡ وسارعت الدولة في إطار ذلك¡ إلى تفعيل العديد من الأنظمة¡ وأصدرت المزيد من القرارات¡ التي تعزز بها مكانة السعودي في سوق العمل¡ أمام ما يحظى به الموظف غير السعودي¡ ورغم ذلك¡ بقيت نسب البطالة بين شباب الوطن مرتفعة و"مخيفة"¡ تتجاوز الـ11 في المئة¡ الأمر الذي استدعى إيجاد وسائل جديدة للقضاء على هذه الظاهرة المقلقة.
وبالتزامن مع إعلان رؤية 2030¡ قبل أكثر من ثلاث سنوات¡ استشعر كل مواطن¡ وكل مقيم¡ أن قطار السعودة قد انطلق بسرعة الصاروخ¡ ولن يستطيع أحد أن يوقفه¡ وبدأنا نسمع عن "سعودة" قطاعات كاملة بالنسبة الكاملة¡ في بداية فعلية¡ للاعتماد على المواطنين في سوق العمل¡ وأكدت الرؤية أيضاً على أهمية تأهيل المواطنين وتدريبهم للقيام بما ينبغي القيام به.
وما لفت نظري حقاً¡ أن الرؤية - على ما يبدو - قررت أن تعالج البطالة بأساليب احترافية¡ تنعكس على قوة الاقتصاد الوطني¡ وذلك عبر تفعيل مبدأ "ريادة الأعمال" في أوساط المجتمع¡ وانتشار هذا المبدأ بين الشباب الراغب في العمل الحر¡ لإيمان الرؤية بأن هذه الآلية تتناسب كثيراً وطبيعة المجتمع السعودي¡ عبر إيجاد أفكار ريادية¡ تتحول إلى مشروعات صغيرة¡ سرعان ما تثبت نفسها في سوق العمل¡ وتكبر لتصبح مشروعات كبيرة¡ تدر على أصحابها الكثير من الأموال¡ وتوفر فرص العمل المناسبة للعديد من الشباب¡ يُضاف إلى ذلك¡ انعكاس ذلك على منظومة الاقتصاد الوطني¡ الذي يؤمن بأهمية إيجاد قطاع نموذجي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
أستطيع التأكيد على أنه في ظل مستهدفات رؤية 2030¡ ستكون "رياة الأعمال" هي الآلية الجديدة¡ التي تعزز مكانة الشباب السعودي في سوق العمل¡ وستكون هذه الآلية بديلاً للآلية القديمة¡ التي ينتظر فيه الشاب خطاباً من وزارة الخدمة المدنية¡ يخبره بتعيينه "الحكومي" في جهة ما¡ ويساعد على ذلك¡ أن الرؤية حثت الشباب السعودي على التفكير خارج الصندوق¡ والعمل على إيجاد أفكار إبداعية جديدة¡ قابلة للتنفيذ في سوق العمل¡ ولا أبالغ إذا أكدت أن هذه الآلية هي السر في نمو العديد من الاقتصادات العالمية¡ التي تعتمد على رياديي الأعمال¡ وقدرتهم على بناء مشروعات عملاقة¡ قابلة للاستدامة¡ تدعم الاقتصاد¡ وتوفر الوظائف¡ وتجلب العملة الصعبة للبلاد.
التصور العام لسوق العمل السعودي في عهد الرؤية¡ يبشر بالخير الوفير¡ إذ إنه يهدف إلى محاولة القضاء بنسبة كبيرة على البطالة¡ باعتبارها ظاهرة سلبية¡ يجب أن تختفي من مجتمعنا¡ وهو ما سوف يثمر عن تقليل عدد العاطلين عن العمل¡ والوصول بهم إلى نسبة 7 بالمئة بدلاً من 11.6 %¡ وأعتقد أن الرؤية قادرة على ذلك¡ فهي تواصل جهودها¡ لتحقق كامل تطلعاتها وأهدافها¡ بادئة بتغيير التفكير القديم لدى الشباب الراغب في العمل¡ بتفكير حديث¡ يتأكد فيه مضمون أن من يريد أن يحقق النجاح في الحياة¡ عليه أن يحدد الأهداف التي يسعى من أجل الوصول لها¡ ولا يكتفي بتحديد الأهداف فقط¡ بل عليه أيضاً أن يحدد كيفية تنفيذ هذه الأهداف على أرض الواقع¡ بأفكار إبداعيةº لأن التفكير وحده لا يكفي¡ ولابد من أن يصحبه التنفيذ¡ وهذا هو ما تهدف إليه المملكة في مستقبلها¡ وهذا ما يعزز مبادئ ريادة الأعمال في أي مجتمع طموح.
http://www.alriyadh.com/1779341]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]