أكثر من 100 فيلم قصير شاركت به جهات حكومية وخاصة وأفراد بمناسبة اليوم الوطني الـ89¡ كأكبر مشاركة بالأعمال المرئية وهذه ظاهرة انتشرت بصورة كبيرة خلال الأربع سنوات الأخيرة¡ وتفوق في إجادتها عدد محدود من الجهات¡ ولكن هذا الأمر أعطى الفرصة للكثير من الجهات والأفراد للاجتهاد ومحاولة إيجاد عمل وطني يحقق النجاح.
تطور وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في ظاهرة أفلام اليوم الوطني¡ كون نشرها لا يحتاج لميزانيات إلا للجهات الكبرى¡ التي تقوم بالتعاون والدفع المالي لبعض وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى بصورة أكبر كمادة إعلانية¡ أما خلاف ذلك فالتكاليف الكبيرة تكمن في إنتاج هذه الأعمال¡ وهنا حسب الميزانيات المعروضة والشركات المنفذة¡ وشركات القطاع الخاص هي كما نعرف التي تدفع أكثر¡ وأكثرها للأسف تفشل في هذه المنافسة الحامية..!
100 فيلم بمتوسط 3 دقائق أنتج لنا انتاجا مرئيا وصل تقريبا إلى 300 دقيقة إنتاج¡ تساوي 5 ساعات¡ وبمبالغ إجمالية وصلت إلى أكثر من 20 مليون ريال تقريبا¡ هذا إذا افترضنا أن التكلفة لا تدخل فيها مسألة العرض على القنوات التلفزيونية¡ كون هذا الأمر بطبيعة الحال سيرفع التكلفة ويضاعفها.
المناسبة كبيرة وعظيمة ولكن فكرة أن الأمر يقتصر على فيلم أو أغنية للمشاركة لا يعني أن الكل سينجح بهذا المجال¡ قد تحقق نجاح كبير وبصورة عفوية كما فعل أحد البنوك باستضافة الفنان محمد عبده مع موظفي البنك¡ وتم إيجاد البهجة والتفاعل ما بين إدارة البنك والموظفين وفي الوقت نفسه¡ ومن دون مونتاج أو تكاليف ضخمة وبعفوية¡ تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي الحدث¡ وكان بالفعل حديث الناس وبصورة راقية¡ وهنا ذكاء كبير واختلاف عن الآخرين¡ ولا ننسى هنا ما حصل لإحدى شركات الألبان من ردة فعل سلبية وتحولت لأزمة بسبب فيلم انتجته بهذه المناسبة..!!
كثرة الإنتاج ليس أمرا غير إيجابي¡ ولكن ما تم بهذه الصورة أفقد هذا الأمر بريقه واهتمامه¡ والدليل أنه لم يبرز من الكم الكبير إلا عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة¡ رغم التكاليف والجهد¡ لذا من المهم ألا نربط مشاركتنا باليوم الوطني بمجرد بفيلم¡ من الممكن أن يتم إنتاج أغنية وطنية بنفس التكاليف¡ وبالإمكان تبني حفل فني للجميع بأغان وطنية¡ أو دعم عمل مسرحي فيها رؤية وطنية¡ والكثير والكثير من الأفكار التي تبقى¡ أما مجرد أن يقتصر العمل على فيلم قد لا ينجح ولا يبقى بالذاكرة وقد يكون أثره سلبيا أحيانا¡ فلا يليق بجهات كبيرة قد تفقد شعبيتها لضعف خبرة القائمين لديها على الأعمال الفنية وهذه حقيقة للأسف¡ والرابح الأكبر الشركات التي تأتي بالأفكار المعلبة¡ وتقدمها للجهات والشركات التي تتوفر لديها المادة ولا يهم المضمون.




http://www.alriyadh.com/1779567]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]