خبر مزعج وحقيقي: امرأة تشتكي من عينيها¡ فامتدت يدها وأمسكت قطرة العين ثم أسقطت بعض السائل في عينيها¡ وكانت المصيبة أنها أخذت علبة صمغ شديد القوة وألصقت عينها بجفنها.
لا أدري هل كانت المشكلة من غفلتها أم من تصميم علبة الصمغ¡ وإن كان الأخير منتشراً¡ فقد رأيت بعض المنتجات المصممة بطريقة مدهشة في حماقتها¡ فإحدى السوائل الكيميائية الحارقة وُضِع في علب شفافة بألوان زاهية كأنها عصير ولو رآها طفل لسارع يحاول أن يشربها.
لدينا تقنية وعلم نظن أننا فقنا بها الأولين¡ ورغم أن هذا صحيح من ناحية درجة العلم إلا أنه نسبياً فإن الأسبقين يفوقوننا بمراحل من الكثير من الأوجه¡ فقدماء اليونان أنشؤوا حضارة علمية وسياسية مذهلة لا نزال نستقي منها وننبهر بها¡ وقدماء المصريين لا يزالون من أعاجيب الحضارات البشرية¡ والكثير يغفل عن الحضارات الصينية السالفة التي ندين بها بالكثير¡ ومن ذلك الاختراع الذي كانت المرأة المذكورة بصدر المقالة تحاول أن تضعه في عينها¡ فقطرة العين اختراع صيني¡ وأولاها أطباء الصين عناية شديدة نظراً لأهمية العين¡ ومن أقدم الملطفات للحساسية مادة مستخلصة من نبتة الماهوانغ قبل 5000 سنة¡ والمادة الفعالة لا تزال تستخدم في بعض الأدوية لتخفيف حساسية العين. كان الأطباء أيضاً يهدئون العين بماء يُغلى ثم يترك يبرد ويخلط معه قليل من حمض البوريك (مادة مضادة للبكتيريا). لاحظ أن هذه الاكتشافات عمرها آلاف السنين ولكن استخدمتها القرون البشرية المتتالية إلى اليوم! أليس هذا إنجازاً عظيماً¿ من يستطيع أن يكتشف أو يخترع شيئاً يظل أثره 5000 سنة¿ بعض الاختراعات تظهر وتشتهر وتندثر في سنين قليلة! وهناك ما يستمر كثيراً¡ وربما إلى آخر أيام البشرية يظل الناس يستخدمون تلك الأدوية القديمة.
إن الحضارات البشرية نتيجة لتراكمات علمية على مدى قرون بل آلاف السنين كما ترى. لا نستطيع أن نستأثر بالفضل¡ فكل أسلافنا البشر ساهموا في الحضارة التي نعيشها اليوم.
http://www.alriyadh.com/1779814]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]