يبدو العراق كما لو كان مقدراً له ألا يهنأ ببرهة من الهدوء والاستقرار¡ إذ يعيش حالياً فترة اضطراب وتوتر لا يمكن الآن قياس تداعياتها المحتملة على الوضع السياسي والأمني في بلاد الرافدين¡ وما يخشاه الحريصون على استقرار هذا القطر العزيز أن تحيف الاحتجاجات الشعبية عن طريقها لتنقلب إلى حالة عنف وفوضى يتعذر ضبطها¡ وهو أمر لا يمكن استبعاده في ظل وجود دول وكيانات لا يسعدها استقلال العراق أو استقرار الأوضاع فيه¡ وتريد بقاءه ساحة لأجندتها ومشروعاتها التي ليس للعراق مصلحة فيها.
المطالب الشعبية بمكافحة الفساد مشروعة ولا غبار عليها¡ ومن حق الشعب العراقي أن تلتفت الطبقة السياسية لمطالبه وهمومه عوضاً عن الانشغال بالمناكفات السياسية¡ والبحث عن مكاسب شخصية¡ على أن الوضع العراقي الذي لم تكتمل شروط استقراره بعد يمكن أن تغدو فيه هذه الاحتجاجات مدخلاً لهبوب رياح مسمومة ترغب بالاستثمار في حالة الاضطراب الحاليةº لإعادة إنتاج عراق واهن ينضوي في جناح جمهورية الملالي¡ ووقف مسيرة السياسة العراقية لاستعادة دورها الحيوي والمستقل في المنطقة¡ بعيداً عن لعبة الاستقطابات¡ ووهم المحاور الذي لا نود للعراق أن ينزلق إليه مجدداً.
العراقيون باتوا يدركون بجلاء عدوهم الحقيقي¡ وما حرق العلم الإيراني في التظاهرات الحالية إلا صورة واضحة لحالة الرفض الشعبي للدور الإيراني الخبيث¡ ويتوجب على الحكومة العراقية والطبقة السياسية بأكملها أن تقرأ هذه الإشارات جيداً¡ وتشرع في مراجعة الأداء السياسي والحكومي لتحقيق المطالب الشعبية¡ ولعل أهم هذه المطالب إنهاء حالة التبعية لإيران التي ترزح تحتها بعض الكيانات العراقية¡ وخروجها من عباءة الملالي سيكون أهم خطوة خطاها العراق في طريق عودته إلى عهد العراق الحر المستقل¡ والآمن.
استقرار العراق مصلحة عربية وإقليمية ودولية¡ لذا يرجو الجميع - عدا رعاة الفوضى - أن تمر هذه الأزمة بسلام¡ وأن يخرج منها العراق معافىً¡ وأكثر قوة واستقلالاً.




http://www.alriyadh.com/1780289]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]