كان بعض البدو يرعون الغنم في صحراء قريبة من البحر الميت في العام 1947م¡ وانطلق 3 منهم يبحثون عن خروف مفقود في منطقة اسمها قمران¡ وسقط أحدهم في كهف¡ ولما التفت لاحظ بعض الجرار هناك¡ ولما فُتِحت إذا بها مخطوطات¡ نصوص مكتوبة غيرت وجه تاريخ علم الآثار¡ وهي ما يسمى اليوم بمخطوطات البحر الميت.
هذه المخطوطات أقدم نصوص دينية للكتاب المقدس الخاص بالنصارى واليهود¡ وقبل ذلك كان أقدم ما لديهم يعود للقرن العاشر الميلادي وهي ما تسمى المخطوطات الماسورتية نسبة إلى طائفة يهودية تسمّت بذلك¡ أما مخطوطات البحر الميت فقد دفعت التاريخ للماضي أكثر من ألف سنة¡ وأقدمها كُتِب في القرن الثاني قبل الميلاد!
ماذا حصل¿ هل تطابق نص المخطوطة مع آيات الكتاب المقدس واطمأن المؤمنون به¿ أم حصل تعارض كبير أثار الشك¿ كلاهما. بعض الأجزاء تطابقت بشكل شبه كامل مع النصوص الموجودة اليوم¡ وأجزاء أخرى اختلفت جوهرياً ليس في الترجمة واللغة فحسب بل في المحتوى من أساسه.
كل جزء من أجزاء الكتاب المقدس تقريباً وُجِد في المخطوطات¡ بعضه يدعم وبعضه يعارض الأجزاء (الأسفار) الموجودة¡ لكن أثار حيرة علماء الآثار أن أحد الأسفار وهو سفر أستير غائب بشكل ملحوظ¡ فلماذا هذا بالذات¿ إحدى النظريات ترى السبب متعمداً¡ فاسم أستير يشير إلى امرأة يهودية عاشت في فارس في القرن الخامس قبل الميلاد¡ وتزوجها ملك فارسي يُدعى خشايارشا الأول¡ ولما عزمت الدولة على قتل كل اليهود في فارس كان للأميرة أستير الفضل في إنقاذهم وأثنت الملك خشايارشا عن قراره¡ وصارت الأميرة أستير معظّمة في تراثهم بسبب ذلك¡ ولكن فئة من بني إسرائيل ممن عاشوا في منطقة قمران أبغضوها لأنها تزوجت وثنياً مشركاً¡ شيء لا يُغتَفَر¡ ولهذا تعمدوا إغفال هذا السّفر.
أياً كان السبب فإن مخطوطات البحر الميت تظل من أعجب اكتشافات الوثائق التاريخية¡ وإلى العام 2017م والعلماء يجدون بعض الآثار المتفرقة في تلك الكهوف المبهرة.
http://www.alriyadh.com/1780588]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]