في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي وأميركا كانت الحرب الإعلامية من أبرز وجوه هذا الصراع¡ إضافة إلى الأوجه الأخرى السياسية والاستخباراتية وغيرهما¡ ومما شاع وقتها أن يُبرز الأميركان الوحشية الشيوعية من اعتقالات وإعدامات وقمع وتعذيب للأبرياء الذين وضعهم حظهم السيئ تحت سطوة هذه الأيديولوجية الدموية الملحدة¡ وكان من أكثر الردود السوفييتية استخدامًا ضد الأميركان: ".. وأنتم لديكم القتل الغوغائي للزنوج!"¡ في إشارة إلى تاريخ الأميركان في العنصرية¡ وحجة السوفيتيين هنا: كيف تحاضرون لنا وتقرّعوننا عن حقوق الإنسان وأنتم تتعاملون مع السود الأميركان من شعبكم بوحشية كهذه¿
ورغم أن العنصرية في أميركا موضوع حقيقي¡ إلا أن الحجة السوفييتية باطلةº لأنها تستخدم مغالطة منطقية اسمها "وماذا عنك¿"¡ وفيها يحاول الشخص أن يدحض حجة خصمه بأن يضع فخ تناقض كما رأيت¡ فيزعم السوفييتيون أن الأميركان لا يمكن أن يحاضروا لهم عن حقوق الإنسان وهم ينتهكونها¡ ورغم أن هذه تبدو صحيحة لأول وهلة¡ إلا أنه من الناحية المنطقية المجردة فإنها لا تصحº لأن السوفييتيين لم يناقشوا الحقائق التي ذكرها الطرف الآخر من انتهاكات¡ وهذا لب الموضوع أصلًا. انظر لأمثلة أخرى:
لا يمكنك أن توصي بنظام غذائي نباتي إذا كنت تأكل اللحم.

كيف تمدح الحلم وأنت سريع الغضب¿

لا أصدق أنك تُثني على صلاح فلان وأخلاقه وأنت صاحب ذنوب.

والدي طلب مني التوقف عن التدخين رغم أنه هو نفسه مدخن!

كل هذه مغالطات.. الظريف أن هذه المغالطة حذّر منها الرسول عليه الصلاة والسلام¡ ففي الحديث: "نضَّر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره¡ فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه¡ ورب حامل فقه ليس بفقيه". لو حاولت أن تنصح أو تذكّر أو تبلغ غيرك حديثًا أو تفسيرًا قرأته¡ فلعل البعض يلمّح أنك لست مؤهلًا لذلكº لأنك لست عالمًا¡ فلا ينبغي لك التجرّؤ خاصة لو صححتَ لمن هو أعلم منك¡ لكن هنا الدين يُنكِر هذه المغالطة¡ ويحثك أن تتجاهلها وتُقدِم بلا خوف من الانتقاد أو التحقير.




http://www.alriyadh.com/1783316]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]