نتوقف بنبأ منح جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2019 للثلاثي "مايكل كريمر من جامعة هارفارد¡ والزوجان استير دوفلو وأبهيجيت بانيرجي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"¡ وذلك بناءً على الحيثيات التي وردت في إعلان الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم يوم 14 أكتوبر¡ ونصت على استحقاقهم للجائزة وذلك¡ "لمقاربتهم التجريبية لتخفيف حدة الفقر في العالم".
و"دوفلو" فرنسية المولد وفي السادسة والأربعين من العمر¡ مما يجعلها أصغر الحاصلين على هذه الجائزة في مجال حساس كالاقتصاد¡ لكنها المرأة الثانية التي تفوز في الاقتصاد¡ حيث حصلت قبلها إلينور أوستروم على الجائزة في عام 2009.
لكن جائزة نوبل لم تعد تقتصر على المتقدمين في العمر¡ إذ سجلت الجائزة رقماً قياسياً في الالتفات للمتفوقين من مختلف الأعمار¡ وذلك حين التفتت حتى للمراهقين¡ حين تم منحها عام 2014 للباكستانية "ملالا يوسفزاي" التي قتلت برصاصة في الرأس من قبل الطالبان¡ وحينها لم تكن تتجاوز الـ17 من العمر¡ ورغم ذلك تسجلت كمناضلة ضد قمع الأطفال والشباب¡ مدافعة عن حق جميع الأطفال في التعليم. وبذلك تعد ملالا يوسفزاي أصغر الحاصلين على هذه الجائزة الأكثر شهرة في العالم.
وإن المرأتين تشتركان في الهاجس رغم تباين طرقهما في تحقيقه¡ فكلاهما وعت تأثير الحالة الاقتصادية على تطور الفرد¡ وكلاهما سعتا للمطالبة بالتعليم كحق للجميع. بل إن تجربة فائزة هذا العام 2019 استير دوفلو لتعد رائدة في إنسانيتها لكونها مع رفيقيها الفائزين بالجائزة وذلك لكونهم من خلال مركز الأبحاث الذي تم تأسيسه تحت مسمى "بانيرجي ودوفلو" قد توصلوا لطرق مبتكرة لمقاومة الفقر¡ وذلك من خلال الاهتمام بالاحتياجات الأولية للفرد كالتعليم والصحة¡ ففيما يتعلق بالتعليم قد تم التحرر من التقييم العمري في تحديد المستوى الذي يلحق به الطفل¡ باعتماد إتاحة التعليم للأطفال بصرف النظر عن أعمارهم¡ بحيث يلحق الطفل بالمرحلة التعليمية التي تتناسب مع نموه العقلي حتى وإن لم يسبق له الالتحاق بنظام تعليمي¡ تجربة تشبه نوعاً ما الجامعة المفتوحة.
وإن دوفلو لتعد فوزها فخراً للنساء عامة وذلك لكون الاقتصاد كما تقول: "المجال الذي لا يرحب بالمرأة" وأنها لتأمل أن يمنح فوزها بنات جنسها دفعة لاقتحام المجالات الصعبة¡ "ويدفع الذكور لاحترام القدرات البشرية بصرف النظر عن الجنس".
http://www.alriyadh.com/1783833]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]