غنيٌ عن القول إن التعليم هو أساس بنيان الأمة.. فالأمم والمجتمعات التي تنال حظًا وافرًا من التعليم والمعرفة هي بلا شك مجتمعات راقية¡ وقادرة على أن تتعامل وتتفاعل مع الحياة والأحياء بشكلٍ إيجابي وخلاق¡ بينما المجتمعات المتدنية في معارفها¡ فهي مجتمعات هشة¡ تتفشى فيها الأمية والتخلف.
والتعليم بناءٌ¡ والأبنية المرصوصة بالمواد الهشة سيعتريها الضعف¡ ومن ثم السقوط¡ بينما البناء المشيد بالمواد الصلبة سيظل شامخًا متطاولًا على مر السنين.
والأمم لا ترتقي بثرواتها فحسب¡ وإنما بعلمها ومعرفتها¡ فالثروات قد تنفد إلا ثروات العقول¡ فإنها تظل دائمة النمو والنماء.. انظروا إلى اليابان التي خرجت من الحرب العالمية منكسرة مهزومة مثقلة بالديون¡ ولكنها استطاعت في ظرفٍ وجيز أن تبني نفسها¡ وأن تخوض غمار حرب أخرى هي حرب التنافس الصناعي¡ فاستطاعت أن تغزو العالم بمنتجات عقول أبنائها¡ فانتصرت انتصارًا باهرًا في مجال الصناعة والتقنية.
ونحن اليوم يحدونا الأمل والطموح بأننا سنرى بلادنا في مصاف الدول الراقية والمتقدمة¡ وذلك بتوجيه قادتها وتفاعل أبنائها المخلصين المؤهلين علميًا¡ الذين مزجوا معرفتهم الوطنية بمعارف الآخرين¡ فوقفوا على تجاربهم المختلفة والمتنوعة.
وبالذات في مجال التربية والتعليم.. فالمدارس والجامعات هي مصانع العقول¡ وكلما كان التعليم عميقًا وراقيًا¡ انعكس ذلك على مسيرة المجتمع والأمة¡ وبلادنا - بحمد الله - استفادت من تجربة الآخرين ومعارفهم¡ وذلك من خلال برامج الابتعاث للبلدان الأوروبية والأميركية وغيرهما.. فعادت جموعٌ غفيرة وعقولٌ وفيرة من الدارسين تحمل تجارب الآخرين ومعارفهم ولغاتهم.




http://www.alriyadh.com/1784112]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]