المهتمون بالسياسة الخارجية للمملكة¡ خاصة في الولايات المتحدة كانوا يعرفون جيدًا الأمير فيصل بن فرحان¡ وزير الخارجية الجديد¡ حيث سطع نجمه خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير¡ ويعرفون عنه أيضًا براعته وحنكته السياسية¡ ومعرفته العميقة بدهاليز العمل الدبلوماسي والعقلية الغربية¡ التي بدت جلية من خلال حواراته مع وسائل الإعلامº ولذلك جاء خبر تعيينه وزيرًا للخارجية نتيجة متوقعة للعارفين بكفاءته.
وزارة الخارجية في كل الدول هي إحدى الوزارات الحيوية والمهمةº خصوصًا في الدول ذات الثقل السياسي الكبير مثل المملكة¡ وبالتالي فإن الآمال المعقودة عليها¡ وعلى وزيرها الجديد عظيمة¡ خصوصًا أن قواعد اللعبة السياسية والاقتصادية والإعلامية الدولية تغيرت كثيرًا وتتطلب تغيير أداء اللاعبين.
وزارة الخارجية لدينا تحتاج إعادة ترتيب للأوراق¡ خصوصًا فيما يتعلق بأداء السفارات والممثليات في الخارج¡ وهنا لا أتحدث عن مهماتها الروتينية ومسؤولياتها المعروفة¡ وإنما عن الخطوات الأوسع التي يجب أن تخطوها في طريق تعزيز الصورة السعودية في المجتمع الدولي¡ والعمل على التفاعل مع المجتمعات التي توجد فيها. وهذا بكل تأكيد لن يحدث عبر الطرق التقليدية المستهلكة عبر المناسبات الفلكلورية.
المرحلة المقبلة تكتنفها تحديات كبيرة¡ وتتطلب اختبار طرق جديدة¡ تبدأ باختيار الكفاءات العاملة في الممثليات¡ والعمل على تدريبهم بشكل مستمر لتفعيل العمل الدبلوماسي والقوى الناعمة في المجتمعات التي يعيشون فيها.
الأمر الآخر هو أن على السفارات السعودية في الخارج أن تفتح خطوط تواصل مع المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في الدول التي يعملون بها.
ولكم تمنيت أن يكون لدى السفارات في الخارج خطط لدعوة المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لزيارة السعودية¡ وتنظيم برنامج يقومون من خلاله بنقل التغيرات التي تشهدها المملكة للملايين من متابعيهم¡ هذه الحملة ليست دعاية مدفوعة لتلميع صورتنا¡ وإنما لنقل جمال الواقع كما هو وليس كما يتخيله من لا يعرف الداخل السعودي من خلال ما تلقاه من أخبار وقصص مشوهة.
وأخيرًا¡ عمل الخارجية سيعطي نتائج أكبر بكثير فيما لو تكامل مع الجهات الحكومية الأخرى لتفعيل القوة الناعمة¡ خاصة وزارة الثقافة وخططها الواعدة التي تخولها لأن تكون ذراعًا ناعمة وقوية للترويج للمملكة دوليًا في المستقبل القريب.




http://www.alriyadh.com/1784704]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]