لا يبدو أن الهلال في أفضل حالاته وهو يتعرض لخسارتين متتاليتين¡ وتستقبل شباكه ستة أهداف في ظرف أيام¡ إذ كان واضحًا أن هذا ليس الهلال الذي بدأ الموسم بشكل مثالي¡ دفع الجميع للرهان عليه في الاستحقاق الآسيوي¡ لتكون التساؤلات منطقية ومشروعة عن قدرة الفريق على تجاوز أوراوا الياباني في المواجهة النهائية.
كتبت هنا في الأسبوع الماضي¡ أن "الزعيم" كان بحاجة لصدمة تدفعه للاستفاقة والتنبه لخطر الترشيحات المسبقة¡ وأن موقفه في المنافسات المحلية مريح بنسبة جيدة¡ لكن سيناريو الخسارة أمام النصر يكرس منطقية الخشية على الفريق السعودي حين يستقبل منافسًا قويًا ومختلفًا في منظومته الفنية.
في "ديربي الرياض" ظهر المتصدر في شوط واختفى في آخر¡ والأسباب لا تخرج عن اثنين: أولاهما خروج المهاجم الفرنسي غوميز¡ الذي منح دفاعات النصر الأريحية في تأمين مناطقهم¡ والأسوأ هو غياب الحضور الذهني¡ وتراجع التركيز لدى لاعبي الهلال¡ فضلًا عن تراجع أداء لاعبي الوسط مثل سلمان الفرج¡ الذي كان واحدًا من أبرز نجوم الشوط الأول¡ قبل أن يختفي ومعه عدد من الأسماء¡ بالتزامن مع قتالية عالية وإصرار وانضباط نصراوي فرض نفسه.
تسعة أيام تفصل "الأزرق" عن مواجهة الذهاب¡ وهي كافية لالتقاط الأنفاس والتحضير بشكل مثالي للمباراتين¡ لكن الرهان الأكبر سينصب على التركيز في اتخاذ القرارات داخل الملعب¡ وهو أمر يرتكز على الإعداد الفني والذهني¡ إذ لن يكون مقبولًا ارتكاب أخطاء بدائية في التمرير أو اتخاذ قرارات صعبة في مناطق حساسة من الملعب¡ واللعب بثقة عالية كما حدث في مباراة النصر حين تلقى الفريق الهدف الثاني.
وبالطبع فإن ليس ثمة مجال لأن تنسف هاتان الخسارتان كل ما قدمه نجوم الهلال¡ إذ كان الروماني لوشيسكو واضحًا ومقنعًا في دفاعه عن لاعبيه¡ وهو يذكّر بأنهم من قاد الهلال للنهائي وصدارة الدوري¡ وهذا من شأنه تعزيز الثقة بكل الأسماء¡ وبقدرتها على انتزاع اللقب وجلبه إلى الرياض¡ وهو أمر ممكن للغاية.
لكن في الوقت ذاته¡ من المهم أن يُدرك لوشيسكو أنه أمام فرصة لصناعة التاريخ في القارة بأكملها من خلال الفريق الكبير¡ وعليه أن يراجع حساباته وكثيرًا من تدخلاته الفنية الخاطئة في إدارة المباريات¡ التي وضعت كثيرًا من علامات الاستفهامº كونها كانت سلبية في غير مناسبة¡ وهو أمام تحد كبير لقدراته كونه يملك عناصر رائعة¡ يمكنها الذهاب بعيدًا في كل المنافسات إن وجدت إدارة فنية جيدة في لحظات الحسم.
http://www.alriyadh.com/1785166]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]