الانتفاضة الشعبية في إيران كانت أمراً متوقعاً¡ فمنذ ثورة 1979م والإيرانيون يعيشون تحت وطاة نظام لا يعرف إلا لغة الظلم والعنف والقهر ضارباً بمطالب واحتياجات الشعب الإيراني الأساسية عرض الحائط¡ واضعاً أوهام التوسع والتدخل في شؤون دول المنطقة وتبني الإرهاب استراتيجية حاول أن يحقق بها أحلاماً ضائعة غير قابلة للتحقيق ولا يقبلها عقل ولا منطق.
انتفاضة الشعب الإيراني نتاج طبيعي لتبديد ثرواته على مشروعات التوسع ودعم الأذرع في المنطقة في محاولة من النظام لخلق واقع جديد يكون النظام المستفيد الأول من نتاجه¡ ولم يحسب ذلك النظام حساباً بأن محاولاته لبث الفوضى سترتد عليه وقد تسقطه¡ وهذا ما حصل بالفعل¡ فالشعارات التي رددها المنتفضون الإيرانيون طالت النظام وتحديداً رأسه وحرق صوره في تطور يعني الكثير في دولة تحكم بالحديد والنار والسجون والمعتقلات¡ ومن ضمن الشعارات التي أطلقها المتظاهرون الإيرانيون وتعطي دلالة على بلوغ السيل الزبى «لا غزة ولا لبنان... روحي فداء إيران» و»ما هو ذنب أمتنا في سورية» و»لا بنزين لنا ولا مال... ما شأننا بفلسطين»¡ هذه الشعارات تدين تدخلات النظام في شؤون الدول الأخرى على حساب التنمية التي تم حرمان الشعب الإيراني منها وضاعت ثرواته الضخمة في دهاليز سياسات عقيمة لا طائل منها أعادت إيران سنوات طويلة إلى الوراء ولم تصل إلى شيء¡ فها هي الدول التي حاول النظام الإيراني السيطرة عليها تنتفض رافضة الهيمنة الإيرانية عليها.
كان من الممكن أن تكون إيران دولة متقدمة وعضواً فاعلاً في المجتمع الدولي عوضاً عن كونها دولة مارقة ينظر إليها بكل ريبة لو أن النظام الإيراني وضع تنمية بلاده ورفاه شعبه كأهداف استراتيجية¡ ولكنه لم يفعل واختار تحقيق الأوهام بدلاً عن العيش في الواقع.
http://www.alriyadh.com/1789258]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]