المباني الإدارية القديمة كما هي الحال في فروع بعض الأجهزة¡ يلاحظ عليها أن المبنى قد لا يكون بالمعايير الجيدة¡ كما أن مستوى الصيانة غير مرضٍ¡ وقد يجد المراجع صعوبة في الوصول إليها¡ وبعضها لا تتوفر فيها مواقف للسيارات¡ وعدم توفر خدمات مثل المطاعم والمقاهي¡ لكنه سيجد (في بعضها) داخل المبنى تعاملاً رائعاً من الموظفين وعلاقات تعاون جميلة بين زملاء العمل ذات طابع إنساني لا تؤثر على الالتزام بواجبات الوظيفة والتقيد بالإجراءات النظامية. سوف يوجهك الموظف إلى زميله (أبو عبدالله) وهذا سيتخذ الإجراء المطلوب ويطلب منك مراجعة (أبو صالح) ولو سألت من هو أبو صالح سيقول لك¡ لو ذكرت لك اسمه الحقيقي لن يعرفه أحد¡ هذا هو اللقب وهو هنا علم في رأسه نار. يقابلك في الممر الموظف الذي تبحث عنه فيقول لك: انتظرني عند المكتب أنا راجع¡ لكنه يتأخر فيفزع زميله المجاور لمكتبه ويفتح مكتب زميله ويكمل إجراءات المعاملة.
بيئة عمل قد تصدمك عند الوصول من حيث الموقع وبيئة العمل المادية¡ لكنك ستجد التعويض داخل المبنى في الجوانب الإنسانية وعدم التكلف أو الاهتمام بالمظاهر¡ ستجد مقابلة المسؤول عملية سهلة¡ ستجد الشاي والقهوة العربية وقد تنال نصيبك منها.
في هذه البيئة لن يصدمك سلوك التكبر¡ أو المصاعد الخاصة¡ أو المبالغة في تأثيث المكاتب.
هذه الأجواء وإن كانت غير جيدة من حيث الجوانب المادية إلا أنها تؤكد أثر الجوانب المعنوية والعلاقات الإنسانية في إيجاد بيئة عمل إيجابية تساهم في تحقيق الرضا الوظيفي وزيادة الإنتاجية.
في حالة أخرى¡ قد يكون المبنى من المباني الحديثة الجميلة والخدمات ممتازة¡ لكن المراجع يجد صعوبة في الدخول¡ وصعوبة في الالتقاء بالمسؤول¡ ومعاملة غارقة في الرسمية سواء بين الزملاء أو بينهم وبين المراجعين.
لا شك أن بيئة العمل الإيجابية هي التي توفر الظروف المادية والمعنوية الجيدة الجاذبة. كلا الجانبين المادي والمعنوي مهمان ومؤثران في الرضا الوظيفي والأداء والانتماء والولاء. لا أدري عن مدى الرضا الوظيفي للموظفين في الحالة التي نتحدث عنها في هذا المقال¡ المؤشرات تشير إلى حالة من الرضا لكن الموضوع يحتاج إلى دراسة.




http://www.alriyadh.com/1789855]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]