قدم الهلال نفسه بصورة زاهية للغاية وحظي باحترام كل متتبعي المستديرة حول العالم وهو يضمن موقعه بين الأربعة الكبار في كأس العالم للأندية¡ وكان على مقربة من الوقوف على النهائي الكبير لولا تفاصيل صغيرة للغاية حرمت "الزعيم العالمي" من كتابة فصل تاريخي كبير.
كان الهلال عند الموعد¡ بعدما خشي كل السعوديين ممن وقفوا خلف ممثل الوطن أن يكتفي بالتأهل إلى البطولة¡ وخطف إعجاب منافسيه قبل محبيه¡ ولم يلغ الشوط الثاني من نزال فلامنغو من قيمة الهلال الذي كان بإمكان مدربه الروماني رازفان لوسيسكو أن يتعامل بصورة أفضل بكثير ويتخذ قرارات أكثر تأثيراً على سير المواجهة¡ عدا عن الأخطاء الفردية التي كلفت ممثل الوطن خسارة كان يمكن تجنبها.
صحيح أن الهلال قدم كل ما يمكن تقديمه في الشوط الأول¡ وصحيح أن العنصرين البدني والذهني انخفضا مع بداية الشوط الثاني وهذا يعود لخبرة الفريق البرازيلي الذي حافظ على هدوئه واستغل نقاط ضعف الهلال الدفاعية تحديداً.
لم يخسر الهلال في مشاركته هذه¡ بل أثبت أنه خير من يمثل الكرتين الآسيوية والعربية فضلاً عن السعودية¡ وأنه فريق من طينة الكبار¡ يملك شخصية رائعة بفضل العمل الفني والإداري والكبير الذي قاده للتواجد مع الرباعي الأقوى في كأس العالم للأندية.
لا يزال أمام الهلال فرصة العودة بالميدالية البرونزية¡ وإن لم يتحقق الفوز في مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع فهو لا ينفي مطلقاً أن الهلال أصبح "عالمياً" بامتياز وكان على الموعد وشرّف كل السعوديين والعرب الذين وقفوا خلفه.
لم تنته المهمة¡ فالثقة كبيرة بأبناء الروماني لوشيسكو ورفاق الفرنسي غوميز بالخروج بنتيجة إيجابية في نزال آخر يمكن من خلاله صناعة منجز كبير وكتابة فصل من فصول تاريخ "كبير القارتين" الناصع¡ وهذا ما يجب على الهلاليين إدراكه وخصوصاً القائمين على الفريق الكبير.
مؤكد أن اللاعبين يشعرون ببعض الإحباط خصوصاً وأنهم اقتربوا في لحظات معينة من مواجهة فلامنغو من خطف ورقة التأهل¡ لكن الخروج بالمركز الثالث أمر مميز للغاية لهذا الجيل الذي أثبت أنه جيلٌ ذهبيٌ جديد على مستوى الهلال وعلى مستوى الكرة السعودية ككل.
ولأن هذا الجيل على مستوى ثقة محبيه وكل محبي الكرة السعودية والعربية¡ فإن العودة من هذا الاستحقاق الكبير بالميدالية البرونزية ممكنة للغاية¡ ولا بد من العمل على تحقيق هذا المنجز الذي يتطلب تحضيراً نفسياً والخروج سريعاً من تبعات الخسارة في نصف النهائي.
http://www.alriyadh.com/1794140]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]