طفرة الأجهزة الذكية انعكست على الإعلام بصورة أكثر من إيجابية¡ ولدت ما يُعرف بالإعلام الفردي¡ الكل أصبح وسيلة إعلامية متنقلة حتى ولو كان عدد المتلقين للبعض عدداً محدوداً ولكن تظل المعلومة وطريقتها ضمن ما يسمى الإعلام الجديد.
مؤخراً لفت انتباهي ما يمكنني أن أطلق عليه المؤسسات الإعلامية الفردية¡ لاحظت أن بعض من دخلوا لاعتبارات متعددة نادي مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي¡ استطاعوا أن يطوروا أدواتهم بصورة ملفتة وباحترافية وبتكاليف محدودة¡ لم يعد الأمر مجرد «مؤثّر» يحضر للمناسبة بمبلغ مالي ويعتمد على المحتوى الذي يصنعه بتلك اللحظة¡ وقد ينجح وقد يكون من دون المستوى¡ الأمر تطور فتجد الأذكياء من هؤلاء بدأوا بالتفكير المؤسسي¡ تجد معه أثناء المناسبة طاقماً متكاملاً من المعدين والمصورين والمنسقين وأيضاً فنيي المونتاج¡ أنت لست أمام مجرد مؤثّر يحضر بصورة تقليدية ويصور ويتحدث ويبث لمئات الآلاف من المتابعين الذين ساهموا بهذه المهنة المهمة مالياً واجتماعياً¡ أنت أمام طاقم كامل ومحترف¡ ومن دون قيود كما هو الحال مع المؤسسات الإعلامية الرسمية..!!
هذه الظاهرة الجديدة والتي يتم العمل بها بصورة غير رسمية ومن دون قيود ومن دون التزامات أعطت بعداً آخراً للمفهوم الإعلامي الجديد الذي بدأ يتشكل من مجرد شخص الحظ أعطاه أن يكون مشهوراً¡ إلى أشخاص حرفيين ويعملون بصورة إعلامية غير مقيدة تحركاتهم ولا يلتزمون بأي خطوط حمراء أحياناً¡ وقد يستغلون القوة التي تمكنوا منها في التأثير على المجتمع بالصورة التي تحقق مصالحهم المادية وهذه حقيقة يجب ألا نغفلها¡ خصوصاً أن أكثر المستفيدين من نشاطاتهم مسؤولون معينون وشركات ومؤسسات متنافسة بالإنتاجية¡ فلا غرابة أن يكون وهذا حقهم الشخصي¡ الذي يدفع أكثر يصبح الأفضل¡ ولكن إعلامياً وأخلاقياً¡ يشكل هذا الأمر خطراً كبيراً على المجتمع بصورة مباشرة.
تنظيم مثل هذه الأمور مهم جداً¡ ليس الأمر في مزاحمتهم مالياً¡ هذا أمر يخصهم¡ ولكن من الضروري أن يكونوا جميعاً تحت مظلة واضحة¡ ليس تقييداً في حرياتهم¡ ولكن من الضروري مراقبة ما يقدمونه¡ والحذر من استغلالهم لأمور معينة من أجل مكاسب مادية كبيرة¡ للأسف المؤسسات الإعلامية الكبيرة لم تستفد من إمكاناتها في محاولة كسب هذا الجانب الإعلامي المهم¡ كما هو الحال مع الصحف الورقية وطفرة الصحف الإلكترونية في الفترات الماضية.
تحول المؤثرون من أفراد لطواقم إعلامية متكاملة أو بالأحرى لمؤسسات إعلامية غير رسمية¡ فيه نواحٍ إيجابية ولكن هناك الكثير من السلبيات التي من الممكن أن تفرزه هذه الظاهرة¡ نحتاج للتنظيم وليس البيروقراطية¡ لتطويرهم ودعمهم¡ وكذلك الحال مع المؤسسات الإعلامية الكبيرة في محاولة استقطاب بعض من لا يملكون الإمكانات لوجود طواقم متكاملة وعمل شراكة معهم والاستفادة لكلا الطرفين¡ في ظل توقف بعض المؤثرين عند حدود الإمكانات التي يحتاجونها.




http://www.alriyadh.com/1795027]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]