«كل من يمعن التحديق يبصر» مثل إفريقي
يا ترى ماذا يخبئ لنا العام 2020¿ ففي أزمنة معاصرة حارقة وفي ظروف تمزق وتكسر قناعات وتوقعات البشر إزاء ما اعتقدوا أنه أبسط حق وأكثرها يقينية¡ وعبر محور من نحن وما هويتنا¡ وبين توديعنا أحباباً راحلين نعيش بين ثنائيتي الحياة والموت¡ السر والعلن¡ يا ترى ماذا يفعل الموت سوى إفشاء سر كبير يكتمه الإنسان¡ وما الفرصة لمغادرة منطقة الشكوك¡ وتمزيق حجب الخوف من المعرفة بقوة الشوق¿ وأنت تتجول في حياتك وتدقق النظر بكل ما حولك وتلتفت لعامك المنصرم ما أبرز ما شد انتباهك في كل تحولاتك¿ فالعالم في عملية مخاض وكأنه يعيش تحت ثقل حتمي قدري¡ وأصبح الكل يبحث عما يؤكد وجوده كإنسان عبر الكثير من الممارسات مثلاً كراهيته وعنصريته تجاه الآخر¡ والمتتبع أخبار العالم يرى أن جرائم العنصرية والكراهية تزايدت بشكل غير مسبوق¡ وكأن هذا العالم ينطلق نحو الجحيم¡ في حين أننا كنا ننتظر أن تنفرج أسارير هذا العالم ويعم التفاهم والسلام والقبول¡ نجد أنه انتكس بطريقة هيستيرية نحو التعصب والجمود ورفض الآخر المختلف.!
ما المانع أن نصمت أمام من يختلف عنا ونحترم اختلافه¿ ولماذا لا نربي أبناءنا على أن الاختلاف هو أساس التوازن في الحياة¡ فلا يعني أنك مختلف عني أنك خطأ يجب بتره..! ففي وسط هذا العالم المتلاحق السريع الذي يعمل بدقة واجتهاد أصبحنا نحن الضجيج¡ وها هو جرح الفساد العقلي والروحي يمتد حولنا كاللعنة.
مَن الرابح الأكبر في السِجال بين القَضايا المفتعلة والمتناقضات التي نعيشها اليوم¿ كيف لعقولنا أن تستوعب ما يدور حولنا¿ فالعالم من حولنا يعيش صراعات اقتصادية وسياسية¡ وتسارعاً في الإنتاج التكنولوجي¡ والتقدم الطبي¡ وتغييراً سريعاً في نمط الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية¡ وعند محاولة التأمل فيما يحصل ستلاحظ أن بعض الدول أصابها الفصام¡ وستجد مسائل تُعمم على أساس أنها حقائق¡ وتاريخاً يُعاد لنا كحالة لتغييب الوعي فينا¡ وواقعاً يعاد صياغته وتشكيله وفقاً لمصالح معينة¡ وغياباً وتمييعاً للهوية الخاصة بنا.
لربما أتى عليك حين من الدهر عزيزي القارئ تتساءل ما جدوى حضوري في وسط هذا العالم المتشظي¿ ولا ألوم من يحاول البحث عن معنى لحياته¡ والبحث عن مكانه داخل النظام الكوني¡ ولكن صلاح المجتمعات يبدأ من الفرد نفسه ورغبته الحقيقية في التغير والتغيير¡ وفي بداية هذا العام أتمنى عاماً سعيداً للجميع مكللاً بالسلام والأمان والحب.




http://www.alriyadh.com/1796831]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]