من يتتبع مؤشر الداو الأميركي الذي تجاوز اليوم 29 ألف نقطة¡ وهو رقم جديد وتاريخي للسوق الأميركي¡ وأيضاً الدين الأميركي الذي وصل لمستويات تفوق 23 تريليون دولار أميركي¡ ماذا يعني ذلك هل هي ميزة أو ليس كذلك. اليوم مستويات الدين تفوق 250 تريليون دولار عالمياً¡ وهي تنمو¡ إلى أين تذهب وتتجه يصعب التكهن بذلك¡ وهذا خطر لاشك حين تكون مستويات نمو الدين تفوق النمو الاقتصادي والإنتاج وهذا هو المحك الأساس. والخطر العالمي بنمو الدين خاصة للدول غير الإنتاجية أو الاقتصاد المنتج يغرقها بالديون إلى أن تصبح عاجزة عن أي عمليات إصلاح اقتصادي أو تحقيق نمو¡ فهي تضيف الديون إلى الديون ما يجلعها مسلوبة القدرة عن عمل أو تحقيق أي نمو أو إصلاح¡ وتقترض حتى تصل لمرحلة العجز التام أو الإفلاس¡ والحاجة إلى تدخلات ودعم مالي كبير مثال «اليونان» وأيضاً ما مرت به أوروبا خلال أزمة 2008.
الاقتصاد الأميركي لا يمكن أن يسير من دون عمليات «الدين» وقبلها كان التيسير الكمي¡ وضخ السيولة¡ ولكن ارتفاعات الدين الأميركي¡ سوف تكون عائقاً مستقبلاً¡ خاصة والاقتصاد الأميركي هو الأول في العالم وتأثيره كبير جداً¡ وعليها أن تحافظ على نمو مستقبلي مستمر وخفض الدين ما لم تحقق النمو الاقتصادي¡ فهي بذلك في سباق كبير¡ بالمحافظة على النمو أو سيكون الدين أكثر نمواً وبالتالي أزمة قادمة. هناك تطمينات وهناك أيضاً مخاوف¡ والمخاوف هي آتيه لا شك مستقبلاً¡ فما مبررات عدم الخوف في ظل نمو الدين القومي في أميركا والعالم. العالم سيصل لمستويات دين كبيرة¡ في ظل نمو اقتصادي عالمي ضعيف لن يتجاوز 2 % خاصة الاقتصاد الأميركي¡ وهذا يعني أن مستويات الدين ستكون أكبر من النمو. ورغم الحرب التجارية والآن بدأت مرحلة انفراجة كبيرة بين الولايات المتحدة والصين¡ ومعها تحسن اقتصادي متوقع¡ ولكن في النهاية مستويات الدين العالمي والأميركي هي كرة ثلج تكبر بالزمن. الصين عملت على إتلاف الكثير من ديونها خلال عام 2019 بما يقارب 294 مليار دولار¡ تفادياً للمستقبل¡ الخطر العالمي هي الديون مستقبلاً¡ رغم النمو الاقتصادي الضعيف¡ وسيكون النمو أقصر زمنياً من أثر الديون السلبي مستقبلاً.
http://www.alriyadh.com/1799040]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]