لا تقتصر عناية القيادة الحكيمة بالمساجد على عملية الإنشاء والإنفاق بسخاء بالغ على تجهيزاتها وفق أحدث الطُّرز باعتبارها بيوت الله التي يغشاها المصلّونº ولا على التوسعة الضخمة للحرمين الشريفينº والتي باتت من الأعمال الإنشائية المذهلة التي أبهرت مسلمي الأرض قاطبة.
بل إن العناية بالمساجد وترميمها هي من أوجب وأهم الواجبات التي اضطلعت بها قيادتنا الراشدة¡ إنها الإيمان العظيم بقدسية وخيرية تلك المساجدº خيرية وأهمية وقرت في قلوب ملوك هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - الذي جعل من خدمة الحرمين الشريفين وجميع بيوت الله واجباً دينياً لا تهاون فيهº بل إنه يحظى ويستأثر بالأولوية المطلقة على ما عداه من واجبات وشؤون تفرض راهنيتها واحتياجها.
كل هذا يتم انطلاقاً من تلك القناعة الراسخة أن الخير كل الخير في شكر الله على نعمهº وأحد وجوه الشكر الحفاوة ببيوت الله والعناية بها والإنفاق عليها بسخاء كبير يليق بحرمة وقيمة المساجد الرمزية والمعنوية.
وما وجّه به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز¡ ولي العهد - حفظه الله - بتأهيل وترميم 130 مسجداً تاريخياً¡ ضمن برنامج «إعمار المساجد التاريخية» الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشادº ما هو إلا امتداد لهذه السياسة الثابتة التي تقتضي منح بيوت الله التي يُعبد فيهاº الأولوية المطلقةº كما أنها تأكيد على رسوخ السياسة الثابتة التي لا تفتر مع الأيام بل إننا نشهد تنافساً على الخير والسباق في مضمار كسب رضا الخالق جلّ شأنه الذي قال في محكم تنزيله: «وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا».
لقد شمل توجيه سمو ولي العهد ضمن «مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية»¡ الدعم للمشروع في مرحلته الأولى¡ تأهيل 30 مسجداً في 10 مناطق في المملكة¡ بتكلفة إجمالية للمرحلة الأولى تبلغ أكثر من 50 مليون ريال.
ومن الجدير بالتنويه أن هذا الترميم سيلعب دوراً مهماً في الحفاظ على طابع المساجد التي سترمّم من خلال الإبقاء على طابعها الفني والهندسي دونما إخلال بمكونات المساجد المستخدمة في تشييدهاº وهو ما سيحافظ على الطابع الهويّاتي والتاريخي الذي يعبق بجمال وروحانية الحقبة التي شهدت بناءها ما يعكس قيمة تاريخ وحضارة بلادنا المتجذرة في عمق الأصالة والتاريخ.




http://www.alriyadh.com/1799219]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]