صدقت اخي عبد المالك
جزاك الله خيرا
[align=center]الغناء ودوره في القضاء على الأمة الإسلامية[/align]
[align=center]قال تعالى
[/align]"
[align=center]و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين " . ( سورة لقمان / آية 6 )[/align]
[align=right]يلعب الغناء في هذه الأيام دورا هاما في القضاء على هذه الأمة سواء شعر أفرادها بذلك أم لم يشعروا ويكفي للاستدلال على ذلك تشجيع الغرب على انتشار الغناء وذيوعه بين أوساط المسلمين ولا سيما الشباب منهم وكذلك ما يفعله أذناب الغرب في بلاد المسلمين الدعاة على أبواب جهنم الذين يهدفون إلى إفساد المسلمين وانتشار الفاحشة بينهم وإلهائهم عن قضاياهم المصيرية وفصل دينهم عن حياتهم وإلى غير ذلك من الأهداف القبيحة التي ترمي إلى الإفساد والتي يستخدمون الغناء كوسيلة لتحقيق ذلك.
إن للغناء أهمية كبرى لدى هؤلاء المفسدين في تلك البلاد فهي أحدى أدواتهم المهمة في تنفيذ مخططاتهم وما يرمون إلى تحقيقه ولذلك رأينا هؤلاء يقيمون محطات متخصصة وقنوات تلفزيونية متخصصة في الغناء تستمر في بثها وإذاعة ما ترمي إليه مدة اليوم بكامله وبذلك تضمن إقبال غالب المسلمين عليها لتغطيتها لجميع الأوقات وللأسف الشديد رأينا هذا الإقبال من أبناء هذه الأمة على تلك المحطات والقنوات الأمر الذي يعد انتكاسة كبيرة , فهذه المحطات والقنوات الغنائية لا تهدف في المقام الأول إلا إلى إيقاظ الفتنة وإشعال الشهوة في النفوس و صرفها عن الإيمان والقرآن وغرس قيم فاسدة وأفكار متدنية في عقول المسلمين وهذا بلا شك أمر في غاية الخطورة يحتاج إلى وقفة من علماء الأمة ومصليحها وإلا ستكون النتائج على غير ما يرام ووقتها سيندم الجميع سواء العصاة أو الطائعين فلقد روي عن أم سلمة رضي الله عنها فيما معناه أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا ظهرت المعاصي في أمتي أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده فقلت يا رسول الله: أما فيهم يومئذ أناس صالحون, قال: بلى ولكن يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان " وهذا يدل على أن العقاب بسب كثرة المعاصي سيصيب الجميع ولقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم:" أنهلك وفينا الصالحون, قال: نعم إذا كثر الخبث " ولذلك على علماء الأمة وأهل الطاعة أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويأخذوا بأيدي الناس إلى الله لعلى الله يخفف عنا ذلك العقاب.
ولعلا الكثير من المسلمين ممن يشاهدون تلك الأغاني يظنون أنه لا بأس من سماعها ومشاهدتها فبعضهم يروا فيها وسيلة للخروج من حالات الإحباط التي يعيشونها والبعض الأخر يرى فيها وسيلة لقضاء الوقت وقتله والبعض الأخر يرى فيها تسلية للنفس وإنعاشها والبعض الأخر يسمعها ويشاهدها لأنه يعيش قصة حب مع محبوب له والبعض الأخر يسمعها لأن الآخرين يسمعونها وغير ذلك من الأعذار التي يوردها لك مشاهدي الأغاني ومستمعيها بل إن بعضهم يسمعها ظنا بحلها وأنه لا حرمة فيها وبعضهم يعرف حرمتها ومخالفتها للشرع ومع ذلك يسمعها , وهنا أتساءل ألم يفكر هؤلاء في حكم ما يشاهدونه أو ما يسمعونه وهل يوافق دينهم أم لا ¿ وهل في ذلك طاعة لله أم معصية له سبحانه وتعالى¿ , وهل الغناء ضد القرآن أم أنه لا علاقة بينهما ¿ وهل الغناء حق أم باطل ¿, وهل هو في ميزان الحسنات أم في ميزان السيئات ¿ وغير ذلك من الأسئلة التي من المفترض أن ترد في ذهننا قبل الإقبال على تلك الأغاني فلو أن الواحد أقبل مثلا على أكل طعام ما فإنه يسأل عنه وعن مصدره طالما أنه يشك في صانعه فلماذا إذا نعطي قلوبنا وأنفسنا إلى أناس لا نعرف عنهم خيرا قط ولماذا في أمور الدنيا نسأل ونستفسر وإذا جئنا في أمور الآخرة نأخذ الأمور هكذا دون أي اهتمام.
إنني أنادي من يشاهد ويسمع تلك الأغاني إلى أن يفكر ألف مرة قبل أن يقبل على تلك الأغاني فعلى المسلم ألا يبتغي السعادة لنفسه بمعصية الله فما فعل المسلم منا من معاص ظن أنها ستسعده إلا وانقلبت تلك المعاصي إلى حسرة وندامة في الدنيا والآخرة طالما لم يتب هذا المسلم ويعود إلى ربه ويعلم أن السعادة الحقيقية في طاعة ربه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه, واحذر هؤلاء الذين يفرحون بالمعصية وهم يفعلونها بأن الفرح بفعل المعصية وتمني فعلها أشد وأعظم من فعل المعصية ذاتها , وخوفك أخي المسلم من رؤية الناس لك وأنت تفعل المعصية أشد من فعلها كذلك فإياك أن تكون من هؤلاء الذين يجاهرون خالقهم ومولاهم بالمعصية ويفرحون بفعلها واحرص على ما ينفعك في دنياك وآخرتك فإنما العيش عيش الآخرة والسعادة الحقيقية في رضا الله سبحانه وتعالى.
وأوجه ندائي إلى العلماء بأن يتحدثوا عن ذلك الأمر ويكثروا من الحديث عنه وأن يقتربوا من أفراد هذه الأمة ويكونوا أسوة وقدوة حسنة لهم وأن يبينوا لهم طريق الرشاد والصلاح والنجاح وأن يقوموا بممارسة دورهم الحقيقي وأن يتقربوا أكثر من مجتمعاتهم ويجالسوا الناس ويعملوا على إزالة الحواجز التي بينهم وإلا فإن الأمور ستدهور أكثر فأكثر مما هي عليه الآن ولا شك أن العلماء سيكونون أحد أسباب ذلك التدهور.
ويكفيني في الختام أن أذكر ما قاله أحد علمائنا عندما كان يسأل عن حكم الغناء فكان يقول " حتى لو قلنا بأن الغناء حلال فهل واقع الأمة يحتمل لها أن تغني " وهذا الكلام قد قيل منذ أكثر من عشرين سنة قبل مذابح صبرا وشاتيل وقبل مذبحة جنين وقبل المذابح المستمرة في أرض فلسطين وقبل اجتياح الشيشان وقبل غزو أمريكا لأفغانستان والعراق وقبل التهديدات التي تتلقاها الأمة بكاملها من حين لآخر من أعداءها الذين لا يتوقفون عن معاداتها ومحاربتها بكافة الوسائل وعلى كافة الأصعدة والميادين , فبالله ماذا لو رأى الشيخ حالنا في تلك الأيام ماذا كان سيقول ¿ فلنستيقظ يا أخوة قبل فوات الأوان فلا يعقل أن يذبح ويقتل إخواننا وتهدم المنازل والمساجد وتغتصب النساء المسلمات ونحن نغني ونضحك ونمرح وكأن الأمر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد وكأن هؤلاء ليسوا مسلمين لهم حقوق وواجبات علينا , فلنحرص من الآن على نصرة ديننا ونصرة المسلمين ولنبذل كل ما نملك في سبيل رفع راية التوحيد خفاقة وإلا فالحساب سيكون عسيرا أمام الله عز وجل طالما لم نعمل على نصرة الإسلام فالله نسأل أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين وأن يجعلنا أهلا لنصرته أنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل وفي الأخير أحببت أن أنقل لكم بعد فتوي أهل العلم في الغناء وما سأنقله هو قليلاً من كثير ولو الإطالة عليكم وضيق الوقت عليا لنقلت لكم المجلدات والمصنفات في الغناء الذي يتهاون فيه الكثير من المسلمين اليوم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
و من أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية سماع الأغاني و الملاهي ¡ و هو سماع المشركين : قال الله تعالى : " و ما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية " ¡ قال ابن عباس ¡ و ابن عمر ¡ و غيرهما : التصدية : التصفيق باليد ¡ و المكاء الصفير ¡ فكان المشركون يتخذون هذا عبادة و أما النبي - صلى الله عليه و سلم - و أصحابه فعبادتهم ما أمر الله به من الصلاة و القراءة و الذكر و نحو ذلك ¡ و لم يجتمع النبي - صلى الله عليه و سلم - و أصحابه على استماع غناء قط لا بكف و لا بدف ¡ ثم قال عن مستمع الغناء : و حال خوارقه تنقص عند سماع القرآن و تقوى عند مزامير الشيطان فيرقص ليلا طويلا ¡ فإذا جائت الصلاة .. صلى و هو قاعد أو ينقر الصلاة نقر الديك ¡ و هو يبغض سماع القرآن و ينفر منه و يتكلفه ¡ ليس له فيه محبة و لا ذوق و لا لذة عند وجده ¡ و يحب سماع المكاء و التصدية و يجد عنده مواجيد ¡ فهذه أحوال شيطانية و هو ممن يتناول قوله تعالى : و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " . ( من كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان ).
و قال ابن القيم الجوزية رحمه الله :
و من مكايد عدو الله و مصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العقل و العلم و الدين و صاد بها قلوب الجاهلين و المبطلين سماع المكاء و التصدية و الغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن و يجعلها عاكفة على الفسوق و العصيان .. فهو قرآن الشيطان و الحجاب الكثيف عن الرحمن و هو رفية اللواط و الزنا و به ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى كاد به الشيطان النفوس المبطلة و حسنه لها مكرا و غرورا و أوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه و اتخذت من أجله القرآن مهجورا فلو رأيته عند ذياك السماع و قد خشعت منهم الأصوات و هدأت منهم الحركات و عكفت قلوبهم بكليتها عليه و انصبت انصبابةً واحدة عليه فتمايلوا و لا كتمايل النسوان و تكسروا في حركاتهم و رقصهم أرأيت تكسر المخانيث و النسوان و يحق لهم ذلك و قد خالط خماره النفوس ففعل فيها أعظم ما يفعلة حميا الكؤوس فلغير الله بل للشيطان قلوب هناك تمزق و أموال في غير طاعة الله تنفق .. قضوا حياتهم لذة و طربا و اتخذوا دينهم لهوا و لعبا .. مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن ¡ لو سمع أحدهم القرآن لما حرك له ساكنا و لا أزعج له قاطنا حتى إذا تلي عليه قرآن الشيطان و ولج مزموره سمعه تفجرت ينابيع الوجد عن قلبه علو عينيه فجرت و على أقدامه فرقصت و على يديه فصفقت و على سائر أعضائه فاهتزت و طربت و على أنفاسه فتصاعدت ...
فيا أيها الفاتن المفتون و البائع حظه من الله بنصيبه من الشيطان صفقة خاسر مغبون .. هلا كانت هذه الأشجان عند سماع القرآن ¿ و هذه الأذواق و المواجيد عند قراءة القرآن المجيد ¿ و لكن كل امرئ يصبو إلى ما يناسبه و يميل إلى ما يشاكله " . ( باختصار من كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ).
و قد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .. يقول السائل :
ما حكم الأغاني هل هي حرام أم لا رغم أنني أسمعها بقصد التسلية فقط ¡ و ما حكم العزف على الربابة و الأغاني القديمة ¡ و ما حكم الطبل في الزواج ¿
فأجاب :
" الاستماع إلى الأغاني حرام و منكر و من أسباب مرض القلوب و قسوتها و صدها عن ذكر الله و عن الصلاة و قد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى : " و من الناس من يشتري لهو الحديث " بالغناء و كان عبدالله بن مسعود الصحابي الجليل - رضي الله عنه - يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء ¡ و إذا كان مع الغناء آلة كالربابة و العود و الكمان و الطبل صار التحريم أشد ¡ و ذكر بعض العلماء أنا الغناء بآلة لهو محرم اجماعا ¡ فالواجب الحذر من ذلك ¡ و قد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .. أنه قال : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " . ( أخرجه البخاري ) ¡ و المعازف هي آلات الطرب ¡ و أوصيك و غيرك بالإكثار من قراءة القرآن و من ذكر الله - عز و جل - كما أوصيك و غيرك بسماع إذاعة القرأن الكريم و برنامج نور على الدرب .. ففيهما فوائد عظيمة و شغل شاغل من سماع الأغاني و آلات الطرب ...
أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم و لا مدح محرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح و الفرق بينه و بين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي - صلى الله عليه و سلم - ...
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس - و لا في غيره - بل يكتفى بالدف خاصة في العرس و للنساء دون الرجال " . ( انظر مجلة الدعوة ¡ العدد 902 ¡ 15 شوال 1403هـ ).
و قد سئل سماحة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله .. يقول السائل :
ما حكم استماع الموسيقى و الأغاني ¿
الجواب :
" استماع الموسيقى و الأغاني حرام و لا شك في تحريمه ¡ و قد جاء عن السلف من الصحابة و التابعين أن الغناء ينبت النفاق في القلب و استماع الغناء من لهو الحديث و الركون إليه ¡ و قد قال الله تعالى : " و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ".. قال ابن مسعود في تفسير الآية : و الله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء و تفسير الصحابي حجة و هو في المرتبة الثالثة في التفسير ¡ و التفسير له ثلاثة أقسام .. تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة و تفسير القرآن بأقوال الصحابة ¡ حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أن تفسير الصحابي له حكم الرفع ¡ و لكن الصحيح أن حكم الصحابي ليس له حكم الرفع ¡ و إنما هو أقرب الأقوال إلى الصواب .
ثم إن الإستماع إلى الموسيقى و الأغاني وقوع فيما حذر منه النبي - صلى الله عليه و سلم - بقوله : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " ¡ يعني يستحلون الزنا و الخمر و الحرير و هم رجال لا يجوز لهمة لبس الحرير و المعازف هي آلة اللهو .. رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري أو أبي عامر الأشعري ¡ و على هذا فإنني أوجه النصيحة إلى إخواني المسلمين بالحذر من استماع الأغاني و الموسيقى و ألا يغتروا بقول من قال من أهل العلم بإباحة المعازف لأن الأدلة على تحريمه واضحة و صريحة " . ( بتصرف بسيط ¡ من كتيب .. أسئلة مهمة أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله ).
وللسماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر ¡ ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله والصلاة ¡ وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث )) لقمان :6 بالغناء وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء ¡ وإذا كان الغناء مع آلة لهو كالربابة والعود والكمان والطبل صار التحريم أشد ¡ وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو محرم إجماعاً ¡ فالواجب الحذر من ذلك وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) والحرهو الفرج الحرام - يعني الزنا والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب ¡ وأوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ففيهما فوائد عظيمة وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب ¡ أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولامدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ¡ أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس ¡ بل يكتفى بالدف خاصة ¡ ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح ومايقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك بل يكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأن إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين .
و هذه أدلة تحريم الغناء من أقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم :
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : الغناء والعزف مزمار الشيطان . وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى : الغناء إنما يفعله الفساق عندنا. والشافعية يشبهون الغناء بالباطل والمحال . وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني . وقال أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله تعالى : استماع الأغاني فسق . وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن . وقال الإمام القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة . وقال الإمام ابن الصلاح : الغناء مع آلة الإجماع على تحريمه.
حدثنا þ þمسلم بن إبراهيم þ þقال حدثنا þ þسلام بن مسكين þ þعن þ þشيخ þ
þشهد þ þأبا وائل þ þفي وليمة فجعلوا يلعبون يتلعبون يغنون فحل þ þأبو وائل þ þحبوته þ þوقال سمعت þ þعبد الله þ þيقول þ þسمعت رسول الله þ þصلى الله عليه وسلم þ þيقول þ þالغناء ينبت النفاق في القلب þ
واعلم أن للغناء خواص فمنها أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه , فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب لما بينهما من التضاد , فالقرآن ينهى عن اتباع الهوى ويأمر بالعفة ومجانبة الشهوات وأسباب الغي , والغناء يأمر بضد ذلك ويحسنه ويهيج النفوس إلى شهوات الغي . þ
þقال بعض العارفين : السماع يورث بعض النفاق في قوم والعناد في قوم والتكذيب في قوم والفجور في قوم , وأكثر ما يورث عشق الصور واستحسان الفواحش وإدمانه يثقل القرآن على القلب ويكرهه على السمع . þ
عباد الله من كان في شك من تحريم الأغاني والمعازف¡ فليزل الشك باليقين من قول رب العالمين¡ ورسوله صلى الله عليه وسلم الأمين¡ في تحريمها وبيان أضرارها¡ فالنصوص كثيرة من الكتاب والسنة تدل على تحريم الأغاني والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه¡ والمؤمن يكفيه دليل واحد من كتاب الله أو صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف إذا تكاثرت وتعاضدت الأدلة على ذلك. ولقد قال سبحانه و تعالى في كتابه العزيز: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا }
أدلة التحريم من القرآن الكريم:
قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } [سورة لقمان: 6]
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء¡ وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).
قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود¡ قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } ¡ فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -¡ وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم).
وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان).
ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم¡ فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه¡ فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة¡ وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا¡ وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".
وقال تعالى: { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } [سورة الإسراء:64]
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف¡ (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
و قال الله عز وجل: { والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما } [الفرقان: 72].
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء¡ وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: { والذين لا يشهدون الزور } قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء¡ ووصفه بخلاف صفته¡ حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه¡ أنه خلاف ما هو به¡ والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله¡ حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل¡ ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: { و إذا مروا باللغو مروا كراما } قال الإمام الطبري في تفسيره: { وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه¡ مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه¡ وذلك كالغناء }
أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف¡ و لينزلن أقوام إلى جنب علم¡ يروح عليهم بسارحة لهم¡ يأتيهم لحاجة¡ فيقولون: ارجع إلينا غدا¡ فيبيتهم الله¡ ويضع العلم¡ ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590¡ ووصله الطبراني والبيهقي¡ وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان¡ والإسماعيلي¡ وابن صلاح¡ وابن حجر العسقلاني¡ وشيخ الإسلام ابن تيمية¡ والطحاوي¡ وابن القيم¡ والصنعاني¡ وغيرهم كثير.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي¡ وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).
وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:
أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"¡ فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة¡ فيستحلها أولئك القوم.
ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير¡ ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف¡ والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة¡ وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان¡ صوت مزمار عند نعمة¡ و صوت ويل عند مصيبة » (إسناده حسن¡ السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ليكونن في هذه الأمة خسف¡ وقذف¡ ومسخ¡ وذلك إذا شربوا الخمور¡ واتخذوا القينات¡ وضربوا بالمعازف » (صحيح بمجموع طرقه¡ السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله حرم على أمتي الخمر¡ والميسر¡ والمزر¡ والكوبة¡ والقنين¡ وزادني صلاة الوتر » (صحيح¡ صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل¡ أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: « سمع ابن عمر مزمارا¡ قال: فوضع أصبعيه على أذنيه¡ ونأى عن الطريق¡ وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا¿ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه¡ وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم¡ فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا » (حديث صحيح¡ صحيح أبي داوود 4116).
و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال¡ فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم¿!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
ملاحظة: الاستثناء في الغناء
ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء¡ وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة¡ قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح¡ وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف¡ بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال¡ ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح¡ صحيح ابن ماجه 1540).
وبارك الله فيكم
صدقت اخي عبد المالك
جزاك الله خيرا
[flash=http://www.geocities.com/monimabotalb/andlsia12.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]