نحمد الله أن أوجدنا في هذا العصر وأن أحفادنا سيخلقون في زمانهم وأحفاد أحفادنا سيأتون إلى دنيا**مختلفة عما**نعيشه وعاشه آباؤهم. ولكي نحمده أكثر وأكثر علينا أن ننظر إلى وباء كورونا الجديد من زاوية التاريخ والمستقبل. في الماضي كانت الأوبئة تجتاح العالم بلا حسيب أو رقيب¡ تفنى قرى وبلدات وأمم¡ لم يكن الإنسان يملك سوى الدعاء والبقاء خائباً يتفرج على أحبابه يتساقطون أمامه في انتظار دوره في أي لحظة¡ يتسلى بمشاهدة الضباع ويشكرها أن تأتي وتلتهم الجثث المترامية بعد أن تمتلئ المقابر¡ لا يعرف ما الذي يجري¡ سهلت هذه الكوارث نشوء الأساطير التي عززت بدورها تغييب العقل وبقاء الإنسان مكتوف الأيدي ينتظر كوارث جديدة تسحقه. كل أسطورة تضيف على الأسطورة التي سبقتها مزيداً من الجهل والعجز والإذعان¡ لكن عصر الأنوار فعل عقل الإنسان¡ نقل البشر من توسل المجهول إلى توسل العقل والنظر العلمي¡ ثمة مجموعة من العلماء عندما تلتفت وتلقي نظرة على التاريخ ستراهم مصابيح في ظلمات حالكة¡ رفضوا الإذعان لتفسير منتجي الأساطير¡**لويس باستور ديمتري ايفانوفسكي وماتينوس بيجيرنك**وغيرهم بحثوا عن حل في عقولهم لا في الأوهام.
نطمئن أن الوباء اجتاح الصين وليس دولة فقيرة بائسة¡ جميعنا نتمنى للشعب الصيني السلامة والازدهار ولكن أن يبدأ الفيروس من الصين هذا يعني أن العالم على أبواب نصر جديد للبشرية¡ فالصين لن تكتفي بالقضاء على الوباء وإفناء الفيروس المسبب ولكنها كعادتها سوف تبدأ رحلة علمية للغوص في هذه الأوبئة التي تجتاح العالم بين فترة وأخرى.
كما هي حال الإنسان ذي العقل العلمي سوف تعمل الصين على إيجاد وسيلة إنذار لاقتراب جائحة وربما ستجد حلاً نهائياً للأوبئة وإزالة الفيروسات من الوجود. عندما تشيد مستشفى متكاملاً متخصصاً يسع ألف سرير في غضون أيام قليلة هذا يشير إلى عزم الصين ملاحقة هذا الفيروس حتى وإن توقف عن ضرب البشر.
عندما اجتاحت الكوليرا مدينة لندن لم يقف الإنجليز مكتوفي الأيدي يبكون ويدفنون موتاهم كما تفعل الشعوب الغارقة في الخرافة¡ بحثوا عن السبب¡ طرحت عدة نظريات ودرست وجربت على الواقع حتى اكتشفوا أن السبب هو الماء الملوث وليس أي شيء آخر.
عندما ننظر إلى ما أنعم الله به علينا مقارنة بالأزمنة القديمة علينا أن نشكر الله على أن خلقنا في هذا العصر المجيد وعلينا أيضاً أن نحسد أحفادنا وما بعد أحفادنا على ما سوف ينعمون به من تقدم في المستقبل.
http://www.alriyadh.com/1802046]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]