سؤال مشابه لمن يسألك: هل ما زلت تقرأ الصحف الورقية¿ هذا السؤال خطر ببالي عندما أبلغتني المواطنة الأميركية ساندي بعدم أهمية أو ضرورة الاشتراك في الكيبل الخاص بالقنوات التلفزيونية الأميركية كحال أغلبية مواطنيها واكتفائهم بالاعتماد على الإنترنت بالاشتراك في قنوات نتفليكس وأمازون وغيرها من القنوات المماثلة لها!
ساندي من جيل الأميركان الشباب¡ وهذا الأمر توجه حقيقي وليس مجرد خيارات¡ كونها تعمل في مجال العقار ولديها الخبرة الكافية من خلال تواصلها المباشر مع المستأجرين والمشترين للعقارات وطلباتهم الأولى من حيث الاشتراك بالكيبل التلفزيوني أو عدمه¡ وهذا الأمر أعادني إلى دراسة عام 2018 أكدت خسارة خدمات التلفزيون عن طريق خدمة الكيبل أكثر من ثلاثة ملايين مشترك¡ وهذا الرقم معرض للزيادة المستمرة.
الوضع لدينا¡ رغم عدم وجود خدمة الكيبل التلفزيوني الدقيقة في إحصاءاتها¡ لا يختلف عن الوضع في أميركا وباقي الدول¡ حتى الدول التي يعشق مواطنوها التلفزيون كمصر على سبيل المثال¡ فحسب الأبحاث المنشورة مؤخرًا لشركات خاصة بالتلفزيون والإعلانات تحديدًا¡ وجدوا أن المواطن المصري لا يعطي التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات من وقته يوميًا¡ وهذا الزمن أعتقد أنه يتعدى ويتفوق على الفترة التي يقضيها المواطن السعودي لمشاهدة التلفزيون¡ في ظل الانشغال الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي ونقلها أحيانًا أهم المقتطفات التي قد تشاهدها بالتلفزيون من مواد إخبارية وغيرها¡ وإن كانت الرياضة وبعض برامجها متماسكة أمام انجذاب المشاهدين لها¡ والحال كذلك مع الفترة التي عشناها من حفلات غنائية والنقل المباشر لها والجاذبية لها.
ولكن السؤال: ماذا عن القنوات الإخبارية خصوصًا¡ هل ما زالت بتوهجها السابق وتأثيرها¡ أم أن مقطعًا يُرسل على جهاز الجوال لحدث إخباري معين¡ يختصر تسمر المشاهدين أمام التلفزيون¡ حتى إن الأمر في السابق وصل إلى غرام من طرف واحد لبعض المشاهدين لمذيعات القنوات الإخبارية.
الخطر الكبير الذي يهدد التلفزيون تراجع حجم الإعلانات¡ وعلى العكس ارتفاعها القياسي على مستوى الإعلانات الرقمية التي وصلت عام 2019 لإيرادات خيالية تجاوزت 306 مليارات دولار للمرة الأولى على مستوى العالم¡ ونحن بطبيعة الحال جزء من هذا العالم¡ لذلك من المهم في المرحلة الحالية والمستقبلية التركيز على المحتوى¡ الأمر لم يعد مجرد سد فراغ برامجي كما كان¡ التلفزيون مهم بالنسبة لنا¡ وإغفاله كما هو حاصل حاليًا سيجعل المشاهد يذهب لقنوات تهتم بالمحتوى حتى لو كانت ضدنا ومعادية لنا¡ لا يمكن قبول على سبيل المثال أن تعرض قناة إخبارية مهمة ومدعومة ماليًا فيلمًا وثائقيًا عن المياه الجوفية بالمغرب¡ والآخرون يعملون الأفلام الوثائقية والاستقصائية ضدنا دون كلل أو ملل¡ وهذا أمر محزن للغاية.




http://www.alriyadh.com/1802303]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]