ما من شك أن السلام في الشرق الأوسط مطلب دائم لما يمثله من أهمية لجميع دول المنطقة¡ فهو خيار استراتيجي لا حياد عنه عندما يكون مؤسساً على قواعد متينة دون هضم للحقوق أو نقصانها¡ فليس من المعقول بعد كل تلك العقود من الزمن أن يكون السلام ناقصاً أو مبتوراً أو حتى مشوهاً¡ فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل أي سلام دون أن ينال حقوقه المشروعة التي كفلتها القرارات الدوليةº أن تكون له دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967¡ وعاصمتها القدس الشريف¡ هنا سيكون السلام حقيقياً كما نصت عليه المبادرة العربية للسلام التي كانت الأكثر واقعية من بين كل مبادرات السلام التي أطلقت¡ ولم تكن واقعية بما فيه الكفاية حتى يتم تنفيذها على الأرض.
مبادرة السلام الأميركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب لم تلقَ قبولاً واسعاًº كونها لا تحقق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني¡ وزادت بأنها شرعت الاستيطان غير المعترف به دولياً¡ وقطعت أوصال الدولة الفلسطينية¡ فأصبحت حسب المبادرة غير قابلة للعيش¡ ولا تحقق أدنى المطالب المشروعة حتى يكون السلام دائماً وشاملاً وعادلاً¡ ولكن يحسب للمبادرة الأميركية أنها مبادرة للسلام¡ وهذا ما نحتاجه¡ ولكن ليس بطريقة المبادرة الأميركية التي لم تحفظ حقوق الفلسطينيين¡ ولم تلبِ أياً من مطالبهم التي ظلوا يطالبون بها لمدة تزيد على السبعة عقود.
السلام الحقيقي يتطلب تضحيات من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي¡ لا أن يقدم طرف تنازلات لا يقدمها الآخر¡ هنا سيكون سلاماً من طرف واحد لا يحقق المعادلة الطبيعية المؤدية للاستمرار¡ بل من الممكن أن تكون له نتائج عكسية تؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر مما هو عليه.
http://www.alriyadh.com/1802685]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]