قُتِل نابليون مسموماً بالزرنيخ.
هذه أكثر نظرية رواجاً عن نهاية الإمبراطور الشهير بعد أن سجنه البريطانيون في منفى معزول على جزيرة سانت هيلينا¡ والفحوص على خصلات شعره أظهرت كميات غير طبيعية من ذاك السم. الزرنيخ من أشهر السموم¡ وفي إيطاليا في القرون الوسطى استخدمه كثيرون للقتل لأن أعراضه شابهت الكوليرا المنتشرة¡ حتى إنه اكتسب اسم «بودرة الميراث» لأن الكثيرين يتخافتون باتهام الورثة إذا مات لهم ميت وترك مالاً. أما الغريب فهذا السم القاتل قد استُخدم كعلاج! في الطب الشعبي الصيني يسمى الزرنيخ بي شوانغ¡ وظنوا أنه يشفي من الملاريا.
استخدام الأشياء المضرة كعلاج أكثر مما تظن¡ فعقار الهلوسة إل إس دي استخدموه لعلاج أهل الأمراض النفسية في أوائل القرن الماضي¡ وبعد أن أتى نصف القرن درس العلماء تأثيره على 40 ألف حالة ووجدوا أنه قد جعل الحالات أسوأ بكثير من قبل¡ وانتقل من تصنيفه كعلاج إلى مخدر فيما بعد. والزئبق أيضاً مادة شديدة السمية يمكن أن تسبب الشلل والجنون وفقدان التحكم بالأعضاء والتقرحات ودمار المخ والوفاة¡ لكن أتت فترة ظن الناس فيها أنه يشفي من الكثير من الأمراض¡ منها الزهري وعسر الهضم وحتى الشيخوخة وكل مرض ممكن¡ ولعل شكله كان جزءًا من هذا الوهم¡ ذاك السائل الفضي الملتمع¡ وكان فيه نهاية أول إمبراطور صيني كين شي هوانغ والذي تناول بعضه ظاناً أنه سيمنحه الخلود.
قد يكون أغرب علاج هو المومياءات! في أوروبا القروسطية طحنوا المومياءات المحنطة وتناولوا هذا المسحوق ظانين أنه يشفي من الصداع والسعال وقرحة المعدة¡ وفي القرن السابع عشر قال طبيب فرنسي شهير: «هذا الدواء المنتن لا فائدة له¡ ليس هذا فحسب بل يسبب ألماً شديداً في البطن ويجعل رائحة الأنفاس بشعة ويسبب القيء العنيف»¡ ناهيك عما يمكن أن تحمله جثة محنطة لعدة قرون من أمراض متربصة.
بعض السموم يمكن أن تخدع¡ لكن أحياناً لو استشار المرء عقله لعلم أن أشياء - مثل تلك المومياءات - لا يقبل العقل تصديقها وإن أجمع الناس.




http://www.alriyadh.com/1804696]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]