مع تتابع الأخبار المؤكّدة حول عرض مسلسل «ضرب الرمل» في شهر رمضان المبارك على قناة الدراما السعودية»¡ نكون فعلاً قد شرعنا بما كنت قد تمنيته وحلمت به ذات مقال في هذه الزاوية.. هكذا تماماً حين كتبت:
«قدمت لنا الرواية المحلية خلال العقدين الأخيرين أعمالاً متطوّرة وواثقة تغلغلت في المجتمع السعودي¡ فتحت الأبواب المغلقة واستثمرت كثيراً في خصوصيتنا وحكايانا» الصغيرة .. وبالتالي تظل عملية استثمارها سينمائياً أمراً من شأنه أن يتجاوز عثرة بداياتنا السينمائية المتوقعة نظراً لحداثتنا في هذا المجال¡ أو على الأقل سيبرز لنا نصوصًا درامية مدهشة وقادرة¡ ويبقى نجاحها كفيلم أو مسلسل في ذمة طاقم العمل (من إنتاج وتصوير وإخراج وأداء.. إلخ)¡ هي دعوة للتفكير في هذا التوجه¡ حينما تعج رفوف مكتباتنا بأعمال روائية ناجحة ومؤثرة لعلّها تكون أعمالنا السينمائية أو الدرامية الأولى التي نخرج فيها بهويتنا الوطنية¡ وتجنّبنا أزمة المحاكاة في بداياتنا التي ستجيء حتماً بما لا يشبهنا».
تحقق ذلك الرجاء والحلم الذي كان قبل عامين تقريباً¡ وتنامت لنا الأخبار المؤكدة بانفتاحنا على عمل درامي لرواية «ضرب الرمل» للصديق الروائي المميز دائمًا محمد المزيني.. وهي الرواية التي شرفت بقراءتها قبل سنوات¡ وتعد من الأعمال الروائية المهمة التي ترصد حال المجتمع السعودي¡ لعقود ثلاثة¡ ولا أبالغ حينما أشير إلى أنها مرآة نوعية ويقظة جدّا للتحولات التي مررنا بها خلال تلك العقود¡.. إذاً فنحن أما نص واعٍ ويقظ وخلاق وتبقى عملية نجاحه دراميّاً في ذمة السيناريست والإخراج والأداء التمثيلي¡ ولا أشك مطلقاً في كون العاملين في هذا العمل على اختلاف أدوارهم فيه على اطلاع وإدراك لمواطن الإخفاق الذي تعرّضت له بعض أعمالنا التلفزيونية المستمدة من روايات قائمة¡ وكان لها عذر التجريب والبدايات¡ أما اليوم فإننا لن نقبل بعمل تلفزيوني يقل إبهاراً ودهشة عما أحدثته قراءتنا الأولى لرواية ضرب الرمل¡ وكل ثقة في ذلك.. لهذا نقف جميعنا طابورًا بانتظار ضرب الرمل حيث حياة طويلة لرواية كتبت بدهشة¡ ونتوق لأن تتجسد فتكون أكثر دهشة.




http://www.alriyadh.com/1804654]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]