في مقال مختلف على منصة "فوربس" العالمية تحت عنوان "إنه المحتوى¡ ياغبي!"¡ استعرض المقال عدداً من الحقائق المهمة في تاريخ صناعة المحتوى¡ بالتحديد المرئي والدرامي منه¡ مستخلصاً أن مسألة جودة المحتوى أصبحت في الآونة الأخيرة هي اسم اللعبة كما يقولون¡ ففي حين تسعى كل منصة تلفزة إلكترونية¡ أو شركة إنتاج كبرى**أن تستحوذ على المحتوى الأفضل وتضمه تحت جناحها¡ تتراجع مسألة الإبهار البصري¡ وسينما النجم الهوليودي الواحد¡ مفسحة المجال لكي يقود المحتوى الأصيل ماكينة الإنتاج وصناعة المال.. المحتوى الجيد يضمن لك مشاهدات ومشاركات وحجوزات تذاكر لا تنقطع¡ وهو الذي يضمن بدوره القابلية لإنتاج سلاسل مطلوبة جماهيريًا¡ وإعادة الإنتاج مرات ومرات هو بدون مواربة¡ الذي يجعل ماكينة الإنتاج وحصاد الأرباح تعمل دون توقُف¡ لا غيره.. فكل هذا مُتاح¡ طالما المادة أصيلة وجيدة¡ في عصر يقود فيه المحتوى وصُناعة السوق بشكل استثنائي وفق وجهة نظر كاتب المقال.
من أكثر تجارب صناعة المحتوى الأصيل وتسخيره للمنافسة الشرسة بين استديوهات الإنتاج¡ تجربة شركة ديزني على مدار العقود الماضية¡ التي بدأت في التبلور لدى استحواذها على شركة بيكسار للإنتاج¡ ومن ثم ضمانها الحصول على المحتوى المُنفذ متمثلًا في فيلم "قصة لعبة" أو Toy Story.. الذي مازال حاضرًا كبطاقة رابحة إلى اليوم في شباك التذاكر إذ أنتجت منه ديزني وبيكسار إلى اليوم سلسلة من 4 أفلام. السر وفقًا للمثال¡ هو قدرة ديزني الدائمة على تتبع المحتوى دائم الخضرة¡ محتوى لا يعتريه القدم¡ تتابع الأجيال على محبته والارتباط به عاطفيًا¡ جمهور بالمناسبة شديدة الإخلاص¡ طالما تمكن صانع المحتوى من أسره بالسرد عالي الحرفية. ولا بد ألا نغفل هنا أن ديزني¡ لم تعد مجرد استديوهات إنتاج¡ بل ماكينة عملاقة لتسخير هذا المحتوى الأصيل في إنتاج الأعمال الترفيهية والألعاب¡ وكذلك مدن الملاهي وغيرها من مفردات الجذب الجماهيري والكسب الوفير.
بالرغم من الحقائق السالف ذكرها¡ أرى أن التجربة العربية لاتزال في حقبة سابقة على عصر قيادة المحتوى¡ حقبة متراجعة وليست متقدمة رغم أن العالم تجاوزها¡ تكاد تكون عالقة أكثر من أي شيء في معضلة تجاوزتها هوليود على سبيل المثال¡ وهي أزمة الإنسياق خلف النجوم.. بالتأكيد¡ بعض محاولات الإنتاج الإلكتروني يعي القائمون عليها الدرس جيدًا¡ ويحاولون البحث عن إنتاج مدفوع بالمحتوى¡ ليس مجرد الجيد¡ وإنما المُبهر والحابس للأنفاس¡ إلا أن السواد الأعظم من شركات الإنتاج العربية لاتزال عالقة هناك¡ تبحث عن النجم¡ تصنعه¡ تجعله يسوق العملية¡ وتفرّغ المحتوى من المضمون والمعنى لصالح هذا النجم¡ إنها أزمة مفهومية بالأساس¡ وعلى أن كاتب المقال كان يخاطب صناع محتوى ومنتجين عالميين¡ هامساً¡ بل أقول صارخًا في آذانهم¡ بأفضلية المحتوى على كل شيء¡ وعصره الذهبي¡ أرى أن المنتجين العرب هم الأحرى لإدراك هذه الحقيقة جيدًا "إنه المحتوى"¡ الذي يقود¡ ويصنع¡ ويجلب المال¡ والمزيد من المال¡ فضلاً عن القيمة الفنية الحقيقية المتحدية للزمن.
http://www.alriyadh.com/1807454]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]