إن ما حققته المملكة من نجاح وتميز وإبداع في محاربة ومكافحة فيروس كورونا إنما هو نتيجة طبيعية للقرارات السياسية الصارمة والخطط التنموية المدروسة والبرامج التطويرية الهادفة والسياسات البناءة التي تم إقرارها واعتمادها من قيادة الدولة الكريمة..
في المملكة¡ رفاهية وأمن واطمئنان المواطن أولوية قصوى وقيمة أصيلة لا يمكن التنازل عنها¡ أو المساومة عليها¡ أو التجادل حول أهميتها ومركزية قيمتها. وفي المملكة¡ تنمية وتطوير وتحديث المجتمع على جميع المستويات أولوية قصوى وسياسة ثابتة لا يمكن تأجيلها¡ أو تأخيرها¡ أو تعطيلها¡ أو السماح للمثبطين والفاسدين بإيقاف مسيرتها. هكذا عُرفت المملكة منذ أن رفع فوق أراضيها راية التوحيد ووحد شعبها الأصيل الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه–¡ وهكذا هي اليوم عزيزة¡ وأبية¡ وكريمة¡ بقيادة ولي الأمر الحكيم ورمز الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيده الله–¡ وقيادة ولي العهد القوي الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
وإذا كانت هذه المبادئ العظيمة والقيم الراسخة المتبعة لخدمة الوطن والمواطن تنطبق تماماً على تاريخ المملكة المديد¡ وعلى سياسات وأفعال وأقوال ملوكها الكرام على مدى العقود الماضيةº فإن الذي يتم تقديمه وتسخيره في عهدنا الحاضر من خدمات للمواطن العزيز والوطن الكريم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيده الله–¡ وقيادة ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– يفوق في معانيه ومضمونه تلك الأوصاف النبيلة والسمات الجليلة. إنه الواقع الجميل الذي نعيشه اليوم ونرى بأعيننا منجزاته¡ والحاضر الزاهر الذي نشاهد أحداثه ونسمع اخباره السعيدة القريبة والبعيدة. فعلاً إنه الواقع الذي يشهد بعظمته المواطن الوفي لوطنه ولقادته¡ والحاضر الذي يدلل على حِكمة وكرم ملوك المملكة الأبية.
نستذكر ونسترجع هذه الصفات العظيمة والسمات الجليلة للمملكة ولملكها ولولي عهده الأمين عندما نرى حرصهم الشديد والدائم على خدمة ورعاية المواطنين¡ وحماية وصيانة المجتمع في كل المجالات وعلى جميع المستويات. وإذا كانت هذه السياسة قائمة ومازالت¡ إلا أن من شاهد ورأى الذي قامت به المملكة خلال الأيام والأسابيع الماضية من إجراءات دقيقة وقرارات حازمة وسياسات صارمة في سبيل محاربة ومكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد COVID – 19" يُدرك يقيناً أن المملكة فعلاً الدولة النموذج في رعايتها وخدمتها لمواطنيها¡ وفي حمايتها وصيانتها لمجتمعها. إنها فعلاً الدولة النموذج وهي التي قدمت مصلحة المواطن والمجتمع على كل مصلحة أخرى مهما كانت أهميتها الاقتصادية والمالية والمادية. إنها فعلاً الدولة النموذج وهي التي استبقت الاحداث قبل انتشار الفيروس¡ واتخذت الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية قبل أن يتفشى الوباء¡ وتواصلت مباشرة مع المواطن والمجتمع وزودتهم بالمعلومات الدقيقة¡ وأصدرت التوجيهات المثالية والضرورية¡ وأرشدتهم لطرق الوقاية السليمة والصحيحة. إنها فعلاً الدولة النموذج وهي التي قررت تعليق الحضور لمقرات العمل في كافة الجهات الحكومية¡ باستثناءات محدودة جداً تتعلق بالمجالات الصحية والأمنية والعسكرية¡ من غير أن تمس مرتباتهم الشهرية أو إجازاتهم السنوية. إنها فعلاً الدولة النموذج وهي التي وفرت مباشرة¡ عبر جميع سفاراتها¡ أرقى وأجود وأشمل الخدمات لكل مواطن متواجد خارج أراضيها¡ وسخَّرت اسطولها الجوي لمن يرغب من مواطنيها العودة لأرض الوطن من الدول الموبوءة في أي وقت ومن غير أي مقابل مالي أو مادي. إنها فعلاً الدولة النموذج وهي التي تُقدم جميع الخدمات الصحية والرعاية الأولية من غير مقابل¡ وتوفر العلاج المجاني للمواطن والمقيم من غير استثناءات. إنها فعلاً الدولة النموذج وهي التي أطلقت برنامج دعم وتمويل القطاع الخاص بمبلغ 50 مليار ريال¡ في المرحلة الحالية¡ بهدف تخفيف الآثار المالية والاقتصادية المتوقعة على القطاع الخاص بسبب الإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس كورونا المستجد "COVID – 19"¡ وكل ذلك من أجل الاستمرار في مسيرة التنمية والرخاء التي تسعى لتحقيقها القيادة الرشيدة. إنها فعلاً الدولة النموذج وهي التي استطاعت من غير تردد أو تأخير أو تأجيل اتخاذ إجراءات صحية وتدابير وقائية سريعة وفاعلة¡ وقرارات إدارية ورقابية وحقوقية حازمة وصارمة¡ فرضتها مباشرة على أرض الواقع من غير أن يتأثر مجتمعها أو يتراجع مستوى أداء مؤسساتها المختلفة.
وفي الوقت الذي ثبت للعالم أجمع أن المملكة فعلاً الدولة النموذج في جاهزيتها السياسية والأمنية والإدارية والصحية والوقائية وفي جميع المجالات الأخرى¡ فإن مواطنيها الكرام وجميع من يقيم على أرضها الطاهرة أثبتوا للعالم أجمع أنهم على قدر المسؤولية في اتباع وتنفيذ التعليمات والإرشادات والتوجيهات التي اتخذتها الدولة وأقرها ولي الأمر في سبيل خدمة المواطن والمقيم¡ وحماية وصيانة المجتمع. نعم¡ هكذا هم أبناء المملكة المتبعون لتعاليم وتوجيهات دينهم الإسلامي العظيم¡ وهكذا هم المقيمون من المسلمين¡ يطبقون شرع الله ويتبعون ما أمر به جل جلاله من طاعة ولي الأمر كما جاء في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" (59) سورة النساء. وإذا كان هذا المنهج الإسلامي العظيم يتبعه ويطبقه المسلمين¡ فإن جميع المقيمين في المملكة أثبتوا للجميع مدى التزامهم بالأنظمة والقوانين والتعليمات والإرشادات والتوجيهات التي اتخذتها الدولة¡ وألزمت الجميع بأهمية التقيد بها والعمل بموجبها حماية للإنسان والمجتمع.
وفي الختام من الأهمية التأكيد بالقول إن ما حققته المملكة من نجاح وتميز وإبداع في محاربة ومكافحة فيروس كورونا المستجد "COVID – 19" إنما هو نتيجة طبيعية للقرارات السياسية الصارمة والخطط التنموية المدروسة والبرامج التطويرية الهادفة والسياسات البناءة التي تم إقرارها واعتمادها من قيادة الدولة الكريمة. وكما هو معلوم بالضرورة فإن المملكة التي حققت في وقتنا الحاضر أعلى معايير الإبداع والتميز عالمياً في مجال محاربة ومكافحة فيروس كورونا¡ قد حققت قبل ذلك أعلى معايير الإبداع والتميز في جميع المناسبات الدينية كالحج والعمرة والزيارة¡ وفي جميع المجالات الخدمية والصحية والتعليمية والأمنية والدفاعية وعلى كل المستويات الداخلية والخارجيةº مما يعني أن السياسات المعتمدة تقود إلى تحقيق التطلعات الهادفة للارتقاء بمكانة المملكة ووضعها في مصاف دول العالم الأول.
http://www.alriyadh.com/1811039]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]