أوضحت التقارير الصادرة عن الجمعية النفسية الأميركية أن زيادة مستويات الخوف والقلق ليست سوى غيض من فيض عندما يتعلق الأمر بالآثار الصحية العقلية المحتملة لوباء فيروس كورونا. غالبًا ما تكون العوامل الأساسية التي لا نراها على الفور هي التي يمكن أن يكون لها أشد العواقب على المدى الطويل¡ إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.
هناك العديد من الأشياء التي يمكن للحكومات أن تعطيها الأولوية في استجاباتهم المنسقة لضمان صحة ورفاهية الناس حول الفيروس التاجي ومنها.
أولاً وقبل كل شيء¡ تعد الاتصالات الشفافة القائمة على الأدلة والتقارير العلمية ضروريةº حيث سيؤدي تضارب المعلومات أو إرباكها إلى تفاقم حالة الذعر¡ مما قد يضع ضغطًا على نظم الرعاية الصحية ويترك أولئك الذين يحتاجون إلى علاج من ضيق التنفس الحاد وغيرها من الحالات التي تهدد الحياة في وضع لا يحسدون عليه.. وأكدوا أن الناس يحتاجون إلى معلومات قابلة للتنفيذ حول متى وأين ولماذا وكيفية طلب الرعاية الصحية على أن تكون تكتيكات الاتصال بحجم واحد يناسب الجميع وبشكل مستنير ثقافيًا¡ وتستهدف بناءً على التركيبة السكانية الإقليمية¡ ويتم فحصها من قبل المتخصصين.
كما أنه من الأهمية بمكان أن يتصدى المسؤولون علانية لأي جهود لإلقاء اللوم والرسائل المسمومة التي تفتقر للجوانب العلمية وتزيد من الشكوك والارتياب الذي ينتج غالبًا عن المعلومات الخاطئة.
ثانيًا¡ يجب على القيادات الصحية الإقرار أن الصدمة النفسية الناجمة عن الفيروس التاجي ستحدث¡ واتخاذ خطوات محددة لمعالجتها بشكل استباقي. وفي مسح أجراه سكان هونغ كونغ حول السارس أعرب ما يقرب من ثلثي المستطلعين عن عجزهم¡ حيث قال نصفهم تقريباً: إن صحتهم النفسية قد تدهورت بشدة أو معتدلة بسبب الوباء. أظهر ستة عشر في المئة أعراض الإجهاد ما بعد الصدمة. وعندما لا تتم معالجة الصدمة¡ يمكن أن تظهر الأعراض وتتفاقم مع مرور الوقت. في هذه الحالة¡ فإن الصدمة غير المعالجة من الحجر الصحي والعزلة الاجتماعية¡ والشعور أن حياة المرء في خطر¡ أو المرض¡ أو فقدان شخص عزيز بسبب فيروس كورونا يمكن أن تكون لها تداعيات على الصحة العامة تتكرر لسنوات.
وقد أظهرت الأبحاث أن الأحداث المؤلمة يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل عاطفية وحتى جسدية يمكن أن تجعل الأشخاص أكثر عرضة للظروف الصحية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية والسمنة والسكري والسرطان. يمكن أن تؤثر الصدمة أيضًا على قدرة الشخص على التأقلم يوميًا.
ثالثًا¡ أكدت التقارير العلمية على ضرورة استخدام التكنولوجيا (أي الخدمات الصحية عن بُعد) لعلاج المزيد من الأشخاص عن بُعد إذا انتهى المطاف بعدد كبير من السكان في الحجر الصحي أو العزل¡ حيث يجب أن تظل خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان متاحة عبر الإنترنت من خلال خيارات آمنة قائمة على الندوات واللقاءات المرئية مثل الصحة عن بعد. ويمكن أن تستوعب الخدمات الصحية عن بعد التقييمات النفسية¡ والعلاج (العلاج الفردي أو الجماعي أو العلاج العائلي)¡ وتوعية المرضى¡ وإدارة الأدوية.
http://www.alriyadh.com/1815462]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]