تعمل المملكة في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات¡ لتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية¡ بما يضمن توفير النفط لدول العالم بأسعار مرضية للمنتجين والمستهلكين¡ وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم¡ جراء تفشي وباء كورونا المستجد¡ وتأثيره السلبي في أسواق النفط ونمو القطاعات الاقتصادية العالمية¡ نجد المملكة حاضرة وبقوة لمعالجة الإشكالية بكل حكمة واقتدار¡ سواء من مسار اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة العشرين الاقتصادية برئاسة المملكة¡ أو مسار اجتماع (أوبك+) هذا المشهد اعتاده العالم من المملكة منذ عقود مضت¡ باعتبارها المنتج الأول والآمن والموثوق به للنفط في العالم.
وتعد كلمة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة أمام وزراء الطاقة في مجموعة العشرين بمنزلة «خارطة طريق» لإصلاح ما أفسده «كورونا» في أسواق النفط¡ وإنقاذ الأسعار من الانهيار¡ هذا الاجتماع يؤكد مرة أخرى أن المملكة لا تتردد في استثمار علاقاتها الدولية¡ وثقلها السياسي والاقتصادي بما يصب في مصلحة شعوب المعمورة¡ ويحقق المصلحة العامة بعيداً عن أي مصالح شخصية.
وفي اجتماع العشرين¡ تحدثت المملكة بلغة صريحة¡ عندما أعلنت وبشكل غير مباشر أن استقرار أسواق النفط ليس مهمة دول الأوبك فحسب¡ وإنما يبقى للدول الكبرى دور كبير ينبغي القيام به لتعزيز الهدف ذاته¡ هذه الصراحة بلغت ذروتها عندما دعت المملكة دول العشرين إلى استغلال مكانتها وهيبتها الاقتصادية والسياسية لتعزيز أسعار النفط¡ وطالبتها باتخاذ إجراءات «استثنائية» ومناسبة لإضفاء الاستقرار على أوضاع السوق¡ بناءً على مبادئ العدالة والمساواة والشفافية والشمولية.
وعلى مسار آخر¡ كانت جهود المملكة واضحة وجلية لتعزيز استقرار أسواق النفط¡ من خلال اجتماع منظمة (أوبك) وفيه حرصت المملكة ـ كعادتها ـ على إيجاد البيئة المناسبة لإيجاد الحلول والأفكار التي تمهد الطريق لنجاح الاجتماع ودفع المجتمعين إلى تبني كلمة واحدة¡ يجتمعون عليها¡ وهو ما أثمر عن قرار بخفض الإنتاج اليومي للدول المجتمعة بمقدار 10 ملايين برميل¡ ولم يعكر صفو هذا القرار سوى تحفظ المكسيك عليه¡ بيد أن الجميع على ثقة بأن المملكة ستتجاوز هذه الإشكالية¡ وتعزز القرار بالموافقة الجماعية.
وتبقى قيادة المملكة لجهود دعم استقرار أسواق النفط الدولية¡ محل تقدير العالم واحترامه.. وهو ما يجسده الاتصال الهاتفي المشترك بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية.
إن القيادة السعودية للمشهد الطاقوي تعزز قدرات المملكة وإمكاناتها وعلاقاتها المثمرة¡ سواء بالدول المنتجة من داخل منظمة أوبك أو خارجها¡ هذه الجهود باقية ومستمرة¡ ولن تتوقف المملكة عنهاº لإيمانها العميق بأن استقرار العالم بتأمين الطاقة اللازمة له هو انعكاس مباشر بالقدر نفسه لنمو الاقتصادات العالمية¡ ومن بينها اقتصاد المملكة¡ وهذا مبدأ تلتزم به المملكة أدبياً أمام العالم ولن تحيد عنه.
http://www.alriyadh.com/1815510]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]