طفولتي كان فيها مواقف وألغاز حيرتني¡ منها اختفاء مهلبيتي¡ فقد كنت أتوق لأكلها وانشغلتُ عنها¡ ولما فتحت الثلاجة تفاجأت باختفائها¡ والكل أنكر أنه أكلها¡ فمن الفاعل يا ترى¿ هل هناك ظاهرة فيزيائية جديدة بحيث تتلاشى الأشياء من تلقاء ذاتها¿ هل أكلها أحد ولم يخبرني الحقيقة¿ هل أكلتُها أنا وأصابني فقدان ذاكرة مؤقت¿ شيء محير¡ ولكنها الجريمة الكاملة! لقد تمت بنجاح ولم نعرف الجاني!
تمنيت لو أن ضابط تحريات يمكن أن يفيدني¡ فالشرطة والأطباء الشرعيون وعلماء التشريح وشتى أنواع المتخصصين فيما كنتُ أرى في الأفلام الكارتونية والواقعية لا يُشق لهم غبار¡ ويستطيعون حل أي جريمة بمهاراتهم العالية وميزانياتهم الضخمة¡ لكن أدركتُ أن هذا ليس دائماً صحيحاً¡ والجرائم كثيرة التي عجزوا أن يحلوها¡ ومن أشهر وأسوأ الجرائم حادثة تُسمى جرائم تايلنول في تشيكاغو عام 1982م. هذا مسكن ألم شهير¡ ولما تناولت فتاة عمرها 12 سنة حبة تايلنول توفيت¡ وتبعها آخرون¡ ولما لُوحِظ أن الدواء عامل مشترك سارعت السلطات بالإعلان في كل مكان أن يتوقف الناس عن استخدامه وتوفي سبعة¡ وحتى الآن لم تكتشف السلطات من وضع السيانيد في العلب.
أما أطرف جريمة غير محلولة فهي حادثة ماكس هيدروم¡ ففي تشيكاغو عام 1987م كان مسلسل دكتور هو يُعرض وتفاجأ المشاهدون أنه توقف وحصلت شوشرة ثم ظهر شخص يلبس قناع شخصية خيالية اسمها ماكس هيدروم وهو يلفظ كلاماً غير مفهوم ويضحك¡ وبعد ثوان اختفى وعاد البث. إنها حادثة اختطاف إشارة بث¡ فقد اقتحم القرصان المجهول إشارة البث لهذه المحطة وصور نفسه يفعل ذلك¡ وهددت وزارة الإعلام أن من فعل هذا يواجه غرامة مئة ألف دولار¡ أكبر بكثير من الخمسة آلاف دولار التي تكبدها رجل فعل نفس الفعل قبلها بسنة في نيويورك واكتُشِف بسرعة¡ وانطلقوا يبحثون عن الفاعل واثقين أنه سيُقبض عليه قريباً¡ ومضت الآن أكثر من 30 سنة ولم يعرفوا من الفاعل.
لكنه يعرف نفسه¡ وأظنه يقص الحادثة اليوم على أصدقائه وهم يشاهدون المقطع على الإنترنت ويتضاحكون.
http://www.alriyadh.com/1817188]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]