ربما سمعنا كثيراً في عالمنا العربي بوعود مختلفة مصحوبة ببروباجاندا إعلامية من عشرات السنوات عن مشروعات عملاقة في مختلف المجالات الصناعية والعقارية بل وحتى وعود بوصول المنتخبات الوطنية إلى كأس العالم والمنافسة على بطولتها دون أن ترى هذه الأحلام الوردية النور. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا فشلت هذه الخطط الطموحة¿ يجيب رجل الأعمال الهندي نافين جاين على هذا السؤال بقوله :"النجاح لا يأتي بالضرورة من الابتكار الخارق ولكن من التنفيذ الخالي من العيوب¡ إن الاستراتيجية العظيمة وحدها لن تكسب مباراة أو معركة". مقالة اليوم تناقش أهمية التنفيذ للاستراتيجيات ونقلها إلى أرض الواقع.
لعل من أهم الملاحظات التي تنطبق على كثير من الدول والشركات صاحبة الاستراتيجيات القوية والتنفيذ الضعيف هو الاعتماد المطلق أو المبالغ فيه على الجهات الاستشارية الأجنبية والتي تأتي بعروض وخطط منسوخة مزودة بأفضل الإحصاءات والرسوم البيانية مع البعد الكامل عن الواقع والظروف المحيطة بتلك الدولة أو الشركة. الأمر الذي يجعل هذه الاستراتيجيات غير قابلة للتطبيق أو التنفيذ. من ناحية أخرى قد تكون القضية في عدم تدريب وبناء فريق تنفيذي قادر على تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية وفق الخطة المرسومة.
ومن هذه المنطلق¡ وفي سبيل ضمان القدرة على التطبيق والتنفيذ فينصح بتطبيق أسلوب أهداف سمارت (SMART objectives) بحيث يجب أن تكون الأهداف كما يلي:
أولاً) محدّدة Specific
ثانياً) قابلة للقياس Measurable
ثالثاً) ممكن تحقيقها Achievable
رابعاً) واقعيّة Realistic
خامساً) وفق مدى زمني محدّد Timely manner
إذا ما تم وضع الأهداف الاستراتيجية بناء على هذه المعايير¡ ومن ثم تشكيل الفريق المسؤول عن التنفيذ مع منحه الصلاحيات اللازمة ومتابعته ومحاسبته على الأداء بشكل دوري فستكون فرص تحقيق الاستراتيجيات أعلى وأقرب للواقع.
ولا أحد يشكك في أهمية وضع استراتيجية قوية ورؤية واضحة وخطورة التحرك غير المدروس. ولا بد من الإشارة إلى أن هنالك استثناءات¡ كحالات الطوارئ كهذه التي نعيشها في أزمة كورونا حيث لا يتمتع صانع القرار في القطاعات المختلفة برفاهية الوقت الكافي للتخطيط الاستراتيجي بل الانتقال المباشر إلى التنفيذ بناء على قرارات سريعة وحازمة مع إمكانية التغيير والتعديلº لأن التأخير دون عمل شيء سيعني خسائر كبيرة على المستويات كافة. وعلى سبيل المثال ففي حالة حصول حريق فالإجراء السليم هو التحرك المباشر لإجلاء المباني وإنقاذ الأرواح والمبادرة بإطفاء الحريق. وكما يقول الجنرال الأميركي جورج باتون: "إن الخطة الجيدة المنفذة برعونة الآن أفضل من الخطة المثالية الأسبوع القادم".
وباختصار¡ الاستراتيجية مهمة ولكن التحدي الحقيقي في القدرة على تنفيذها بالشكل السليم وضمن الزمن المطلوب. ونختم بكلمات أبي الإدارة اليابانية السيد ماتسوشيتا كونوسكيه: "مهما كانت جودة اتخاذك للقرار فلن يكون لذلك أي معنى إذا لم تكن لديك الشجاعة والقدرة على تنفيذه".




http://www.alriyadh.com/1819993]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]