لم تكن الفنون البصرية بمنأى عن اهتمامات وزارة الثقافة وسط أعبائها وجهودها المتنوعة والخليقة بالتقدير والشكرº وهي جهود لافتة تترسّخ قيمتها وفاعليتها يومًا بعد يومº برغم جائحة كورونا وما أحدثته من إرباك وخلخلة للبرامج والخطط وللحياة عمومًا¡ ليس محليًّا فقط وإنما عالميًا أيضًا¡ إرباك تسبّب في توقّف قسري للنشاطات والبرامج المنبرية على اختلافها¡ وألقى بظلاله القاتمة على الحراكين الاقتصادي والثقافي وسواهما.
ومع ذلك فلم تتوقّف مبادرات وزاة الثقافة ولا مساهماتها المجتمعية التي كانت مصاحبة للهم الثقافي وللمثقفين¡ واخترقت عزلتهم بجمالية لافتةº وذلك عبر عديد من المبادرات التفاعلية التي من شأنها خلق نوع من الحراك والتفاعل واستثمار العزلة¡ وما فرضته من قيود لمصلحة الثاقفة والمثقفين. ولعل المبادرة التي دشنتها مؤخرًا المتضمنة إقامة معرض فني افتراضي تحت عنوان «فن العزلة» عبر منصة إلكترونية خاصة¡ وهو حدث يعد الأول من نوعه في المملكة¡ والمبادرة استهدفت استثمار المواهب المنتشرة في مناطق المملكة¡ التي تزخر بمدارس فنية عديدةº مبادرة لا شك أنها ستشكّل نافذة مهمة يطل من خلالها الجمهور المتذوق على أعمال ذات قيمة جمالية وثقافية¡ أبدعها فنانوها خلال فترة العزل الوقائي¡ وعرضها للجمهور في فضاء إلكتروني يحاكي المعرض الحقيقي.
التجربة تشكل ملمحًا ثقافيًا يضاف إلى مبادرات وزارة الثقافة¡ التي منذ توليها مهماتها وهي تجترح مناطق لم يسبق إليها أحدº جهود تتماس مع اهتمامات المثقف¡ وتستبطن همومه وتطلّعاتهº وتحاول أن تكون قريبة من هواجسه الثقافية وملامسة شفيفة لمشروعاته والمساهمة في تجسيدها واقعًا.
العزلة التي فرضتها جائحة كرورونا كانت ترجمة فعلية لهذا الاهتمام والاحتفاء بالثقافة كقيمة ورأسمال رمزي وقوة تراهن عليها وزارة الثقافة وتأكيد على موضعة الثقافة في مكانها الحقيقي¡ الذي يتماهى مع النهضة الكبيرة التي تعيشها بلادناº وتمثل الثقافة أحد أبرز ملامحها.
http://www.alriyadh.com/1820573]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]