كرة الثلج تشبيه يستخدم لتصوير شيء صغير يتحول إلى شيء ضخم¡ وقد قيل إن معظم النار من مستصغر الشرر¡ ونعرف قصة حرب البسوس التي استمرت عشرات السنين بسبب ناقة¡ كلفت أرواحاً وضغائن وسلسلة لا نهائية من الثأر¡ وحصلت مصائب أخرى بدأت بدايات يسيرة لكنها إما لظروف مختلفة أو لسوء التدبير والانفعالات تحولت إلى كوارث¡ غير أن الحياة أحياناً تفاجئنا بعكس ذلك: معارك وعداوات عظيمة تتحول إلى صداقات¡ ومن أطرفها قصة الرئيس جاكسون.
أندرو جاكسون هو الرئيس السابع للولايات المتحدة¡ ومن حاشيته المقربة رجل اسمه توماس هارت بينتون¡ وهو سيناتور قدير شهير¡ والغريب في المسألة أنه رغم أن بينتون ممن يثق فيهم الرئيس جاكسون ثقة تامة كمستشار إلا أن بينتون في الماضي أطلق رصاصة على جسد جاكسون! لما بدأت حرب العام 1812م بين أميركا وبريطانيا كان جاكسون قائداً للجيش وقتها¡ وبينتون من معاونيه¡ والاثنان كثيرا الخلاف والصراع على مسألة متعلقة بالكرامة¡ والقائد جاكسون يغار من سمعة بينتون¡ وقد سبق لجاكسون أن قتل رجلاً أهانه. طفح الكيل¡ وذات يوم رأى جاكسون بينتون وانطلق وراءه بالمسدس¡ إلا أن جاكسون هو الذي أصيب برصاصتين أثناء تبادل إطلاق النار وكاد أن يموت. من تلك اللحظة أدرك بينتون أن رفاق جاكسون سيقتلونه ثأراً لو رأوه¡ فقرر أن يترك فيرجينيا ويهاجر لولاية ميزوري¡ وقال قبل أن يهاجر: "ولا أرى مَنجىً مما أنا فيه¡ فإما أن أَقتُل أو أُقتَل"¡ ومضى.
بعد سنين ذهب جاكسون لواشنطن العاصمة وصار رئيساً¡ وظن البعض أنه سيقتل بينتون والذي صار سيناتوراً شهيراً في ولايته الجديدة¡ إلا أن جاكسون أصلح ما بينه وبين بينتون وصار الاثنان حلفاء بدلاً من أعداء¡ وخاضا معارك سياسية قوية ضد خصومهما. كانت الرصاصة شبه القاتلة مستقرة في جسد جاكسون كل هذا الوقت¡ ذلك أن الأطباء أنقذوا حياته لكن لم يقدروا أن يخرجوها¡ وبعد عشرين سنة أخيراً استطاعوا¡ فأخذها جاكسون وأهداها لمُطْلِقِها بينتون والذي رفض استلامها قائلاً: "لقد ظلَّت معك عشرين سنة¡ أنت الأولى أن تحتفظ بها!".
http://www.alriyadh.com/1822985]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]