يكلف رئيس الجهاز أحد الزملاء بمهام هي من اختصاص إحدى الإدارات. أليست هذه هي الازدواجية ¿ نعم¡ فهل من سبب لذلك¿ هل يتعمد الرئيس هذا الأسلوب ليحصل على عدة خيارات¿ هل ثقته بالزميل المكلف أكثر من الإدارة المختصة¿ هل الزميل المكلف سيقدم له إنجازاً أو حلولاً أسرع من الإدارة المختصة¿ هل يغيب عن ذهن الرئيس بسبب ضغط العمل وجود إدارة مختصة بتلك المهام¿
كل تلك الأسباب واردة¡ أما السبب الغريب غير المتوقع هو أن يتعمد الرئيس أو مدير الإدارة ممارسة الازدواجية لأسباب شخصية قد يكون أحدها نقل زميل أو إنهاء خدمات أو تهميشه¡ أو الاستجابة لطلب زميل بتولي مهام هي مهام شخص آخر.
المؤكد أن الازدواجية تسبب نزاعاً بين زملاء العمل ينعكس سلباً على الإنتاجية¿
هذا النزاع في بيئة العمل سيكون أكثر ضرراً وخطورة حين تطبق معايير مزدوجة في تقييم الموظفين وفي ترقيتهم ومكافآتهم. هذا النوع من الازدواجية يدمر بيئة العمل ويجعلها بيئة طارده¡ ويفقد الموظفين ثقتهم بالمنظمة التي يعملون بها¡ وحين تغيب الثقة ينخفض الانتماء والولاء والإنتاجية.
نخرج مما تقدم بسؤال¡ هل الازدواجية دائماً سلبية¿
ربما يلجأ المسؤول إلى فتح باب منافسة بناءة بين إدارة وأخرى أو حتى بين جهاز وآخر كي يحصل على نتائج جيدة. في هذه الحالة يعتقد البعض أن هذا النوع من الازدواجية له إيجابيات وإن كان يتضمن تكلفة إضافية.
إذا كان الهدف من الازدواجية هو التنافس البناء¡ ألا يفترض أن يعلن بشكل رسمي منعاً لحدوث مشكلات داخل بيئة العمل حين تنكشف الازدواجية بشكل غير رسمي دون معرفة بدوافعها.
الازدواجية الضارة جداً هي التي تحدث لأسباب شخصية وليس لأسباب مهنية تخدم مصلحة العمل.
أما الازدواجية بين جهاز وآخر فهي تشتيت للمسؤولية وهدر مالي وبشري¡ ولذلك تلجأ الدول الى إعادة الهيكلة بين وقت وآخر بهدف تحقيق الجودة وسرعة الإنجاز وتحديد المسؤوليات. هنا نشير إلى أن الازدواجية في بعض المجالات تتضمن بعض المخاطر والأضرار الاقتصادية والأمنية والاجتماعية مثل مجال الإحصاء والأمن وبالتالي لا يمكن إن حدث هذا النوع من الازدواجية أن يكون مقصوداً لأن اختلاف مصدر المعلومات يؤدي إلى قرارات خاطئة.
http://www.alriyadh.com/1823080]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]