كشفت وزارة الصحة يوم الجمعة الماضي عن تسجيل 2591 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في المملكة¡ ما يرفع إجمالي الإصابات إلى ما يزيد على 95 ألف إصابة¡ في حين تجاوز إجمالي حالات التعافي 70 ألف حالة¡ ووصل العدد الإجمالي للوفيات بالفيروس إلى 642 حالة.
وكما هو واضح أنه بعد الفتح التدريجي للأنشطة الاقتصادية والتجارية والعودة للحياة الطبيعية أيضاً بشكل تدريجي¡ بدأت حالات الإصابة بالفيروس تأخذ منحى الازدياد بما في ذلك الحالات الحرجة وأعداد الوفيات خلال اليوم الواحد¡ حيث على سبيل المثال تم تسجيل 31 حالة وفاة في يوم الجمعة الماضي¡ وقد حذرت وزارة الصحة على لسان متحدثها الرسمي الدكتور محمد العبد العالي في وقت سابق أن سبع فئات تعد من الحالات الأكثر خطرًا في حال إصابتهم بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)¡ وهم كبار السن¡ وتحديدًا من هم فوق الـ65 عامًا¡ والمصابون بالأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والمشكلات القلبية¡ أو المشكلات التنفسية المزمنة¡ ومن جملتها المتعلقة بالتدخين والسمنة المفرطة.
كما وحذر المتحدث الرسمي من تعرض حالات مرضية أخرى للفيروس ممن لديهم مشكلات في وظائف بعض أعضاء الجسم¡ كالمصابين بأمراض الكلى¡ والمصابين بالأورام¡ أو من الذين يتلقون الجرعات الكيميائية المعالجة للأورام¡ هذا بالإضافة إلى من لديهم ضعف واضطرابات في المناعة في الجسم¡ والحوامل.
برأيي المتواضع رغم أنني لست طبيباً ولا مختصاً في علم الفيروسات¡ ولكن من منطلق المنطق والعقل¡ أن عدم الالتزام بالتعليمات والتدابير بما في ذلك البروتوكولات الصحية والوقائية سواء بالنسبة للأفراد أم المنشآت التجارية¡ من بين أحد الأسباب الرئيسة لانتشار الفيروس¡ رغم أن الدولة عندما قررت عودة النشاط الاقتصادي بما في ذلك الحياة إلى طبيعتها بشكلٍ تدريجي¡ قد شددت من خلال الجهات الصحية المختصة بضرورة التقيد الحرفي بالتدابير الصحية والوقائية كون خطر الفيروس لا يزال موجوداً ولم يزل بالكامل¡ وذلك استشعاراً منها لخطره والتحديات التي يفرضها.
ويأتي إطلاق شعار "نعود بحذر" من خلال مركز التواصل الحكومي بوزارة الإعلام بالتعاون مع وزارة الصحة (الهوية الإعلامية اللفظية والبصرية الموحدة) لحملة التوعوية للعودة التدريجية للأوضاع الطبيعية¡ لخير دليل وبرهان على فلسفة الهوية على معنى العودة مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر والتزام الحذر والامتثال للتعليمات الصحية.
إن عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصحية قد يضطر الدولة للعودة لفرض قيود على التجول¡ وبالذات في حال استشعارها بتزايد حالات الإصابة بالفيروس أو حتى في حالات الاشتباه¡ حرصاً منها على حياة المواطنين والمقيمين في المملكة¡ وما يؤكد على ذلك العودة إلى تطبيق الإجراءات المشددة على مدينة جدة بدءاً من يوم السبت الماضي ولمدة 15 يوماً وحتى 28 من شهر شوال الجاري¡ بمنع التجول في جميع أنحاء المدينة من الساعة الـ3 عصراً إلى الـ6 صباحاً.
لعلي لا أجد ما أختم به مقالي هذا¡ أفضل من مقتطفات من كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها مقامه الكريم للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة حينما قال: "لقد تعودتم مني على الصراحة¡ ولذلك بادرتكم القول بأننا نمر بمرحلة صعبة¡ ضمن ما يمر به العالم كله¡ وأقول لكم أيضاً¡ إن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على المستوى العالمي لمواجهة هذا الانتشار السريع لهذه الجائحة"¡ و "أعلم أننا سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه¡ وعملنا بالأسباب¡ وبذلنا الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته¡ وتوفير كل أسباب العيش الكريم له¡ مستندين على صلابتكم وقوة عزيمتكم¡ وعلو إحساسكم بالمسؤولية الجماعية".
http://www.alriyadh.com/1825792]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]