لا يقدم على خطوة إلى الأمام¡ أحلام وآمال لا تتوقف¡ لكنه جامدٌ في مكانه كما الصخر¡ ثم يتساءل لماذا لا أتغير¿ لماذا لا أتقدم¿
ما أزال كل يوم أتعجب ممن لا يفعل شيئاً ولا يحاول أن يفعل شيئاً¡ ثم يصب جام غضبه أو إحباطه على ظروف الحياة ودراسته وعمله وعائلته وأصدقائه¡ حتى مندوب التوصيل الذي تأخر ذلك اليوم! ويتجاهل أن سبب كل هذا الجمود يعود إليه أولاً وأخيراً¡ لأنه ببساطة لا يفعل شيئاً.
نعم نختلف في إمكاناتنا وظروفنا وخياراتناº لكننا نشترك جميعاً في كوننا الكائن الحي الوحيد الذي يمتلك من الصفات والقدرات ما يستطيع من خلالها تغيير واقعه والتقدم إلى الأمام¡ شريطة أن يأخذ بيده زمام المبادرة¡ ويغادر تلك المنطقة المغرية التي ننحاز للبقاء فيها¡ لأنها سهلة ومريحة ومألوفة¡ كالوظيفة التي قد لا نحبها لكن نعود لها كل يوم لأنها سهلة وتدر المال¡ دون أن ندرك أننا نزداد دوراناً في حلقات اليأس والقنوط¡ وتمسي مع الوقت منطقة كارثية تمنعنا من التقدم.
هناك العديد من القضبان الوهمية التي بسببها نبقى أسرى منطقة الراحة¡ ليس أولها الكسلº بل الخوف من مواجهة المجهول ومقارعة الشكوك¡ والخوف أيضاً من أرآء الآخرين في ما نفعل¡ أما المأساة فتكون حينما يمنعنا الكبرياء من التقدم¡ بحجة أننا لسنا بحاجة لتعلم شيء جديد¡ أو تحسين المهارات¡ كل هذا يغلّف بقصر نظر يبقي المرء جامداً بينما يتقدم الكثيرون بما فيهم القُرناء¡ ويبقى يندب الحظ العثر والظروف السيئة دون أن يفكر بمسؤلية نفسه مرة واحدة!
لن تستطيع تجاوز تلك الحواجز ما لم تكن مؤمناً بأهمية ما تفعل من تغيير¡ وأثره المحوري على مستقبل حياتك¡ وأنك يجب أن تتجاوز مجرد التنفيس عن سخطك على واقعك أو عملك أو أي جزء من حياتك باتخاذ خطوة التغيير¡ الذي ليس بالضرورة أن يكون مخاطرة لا تحمد عقباها¡ خاصة وأن التغيير قد يفتح أبواباً لم تخطط لها من الرزق والعلاقات والاهتمامات وغير ذلك.
إحدى وسائل التشجّع هو تصور حالك الجديدة¡ مثل تصور إجادة لغة أجنبية جديدة¡ وهو بالتأكيد لن يتم دون خوض حوارات مع متحدثيها قد تكون في بداياتها مثيرة للسخرية والتندر¡ كما أن التخطيط لهذا التحول وتجزئته إلى مراحل متتاليةº يساعد على استيعاب التغيير والاستفادة القصوى من مراحل منطقة التعلّم¡ وثق تماماً أن سوف تنبهر من قدرتك على التغيير ثم التكيف مع الحالة الجديدة.
جميعنا يعلم أن دروب الحياة ليست مفروشة بالورود والأزهار¡ لكنك تستطيع الاستمتاع بألوانها المختلفة والتلذذ بروائحها المتنوعة حينما تنتقل من مرحلة إلى أخرى¡ وتتشجع لتخوض تحديات تخرج أفضل ما لديك¡ وتتعرف على معارف جديد وتبني علاقات أوسع¡ وكل ذلك لن يحدث وأنت قابع في منطقة راحتك¡ تتفرج على العالم من حولك يتقدم.
http://www.alriyadh.com/1827563]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]