إذا كانت المملكة حققت في عقود ماضية نجاحاً كبيراً في تأمين موارد مياه مستدامة¡ مستعينة بخطط خمسية متتابعة¡ سعت إلى هدف واحد¡ وهو التغلب على طبيعة المملكة الصحراوية وندرة مصادر المياه فيها¡ فإن هذا النجاح يتبلور بشكل أكبر في ظل رؤية 2030¡ التي حرص برنامج التحول الوطني فيها على تحقيق استفادة مستدامة للموارد المائية¡ بما يضمن تأسيس قطاع مياه مستدام¡ ينمي الموارد المائية¡ ويحافظ عليها¡ ويصون البيئة¡ ويوفر إمداداً آمناً وخدمات عالية الجودة والكفاءة تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي وقت مبكر جداً¡ اعتمدت الرؤية في ملف المياه على العلم الحديث وحده في إدارة الموارد المائية المتجددة وغير المتجددة¡ بهدف الاستفادة منها بطريقة مستدامة¡ بما يشمل التخطيط لتنمية مصادر هذه الموارد والاستخدام الفعّال لها¡ وتعظيم الفائدة من استخدام المياه المعالجة والمُعاد تدويرها¡ وأوعزت الرؤية لوزارة البيئة والزراعة بتطوير إطار مرجعي موحَّد لقطاع المياه¡ يعمل على دمج التوجهات والسياسات والتشريعات والممارسات في قطاع المياه على المستوى الوطني.
واليوم.. يسعى برنامج التحول الوطني إلى تعزيز ودعم أمن إمدادات مياه الشرب في المملكة¡ بزيادة مساهمة المياه الجوفية في توفير مياه الشرب من خلال حقول الآبار الشاملة¡ ورفع إنتاجها إلى نحو 40 في المئة من إجمالي إمدادات مياه الشرب في البلاد.
جهود رؤية 2030 في ملف المياه ترجمته إحصاءات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة¡ بعدما تمكنت من رفع إنتاجها الكلي من المياه المحلاة من 3.5 ملايين متر مكعب¡ إلى 5.6 ملايين متر مكعب يوميّاً¡ باستخدام ذات أصول الإنتاج¡ والرفع من كفاءة إجراءات التشغيل والصيانة وكفاءة المعدات دون تكاليف إضافية¡ هذه الإحصاءات قابلة للنمو مرات عدة مع الزيادة السكانية للمملكة ومع التطورات الحياتية.
نجاح استراتيجية تأمين موارد المياه المستدامة¡ انعكس بالتالي على استراتيجية الأمن الغذائي¡ التي أكدت قدرتها هي الأخرى على التعامل الأمثل في الأزمات¡ وليس هناك أكبر من أزمة كورونا وتداعياتها¡ فخلال الأزمة توفرت السلع الغذائية في مناطق المملكة كافة¡ اعتماداً على الناتج المحلي الزراعي الذي بلغ 61.4 مليار ريال في 2019¡ وهو ما يعادل 4 في المئة من الناتج المحلي غير النفطي¡ وواكب هذا الإنتاج خفض في استخدام المياه الجوفية للأغراض الزراعية بلغ أكثر من 10 مليارات متر مكعب في مشهد مطمئن¡ يؤكد نجاح أهداف الرؤية.




http://www.alriyadh.com/1828017]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]