جاء قرار المملكة بقصر الحج على حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين بأعداد محددة ليؤكد من جديد حرص هذه البلاد المباركة على المحافظة على سلامة الحجاج وزائري البيت الحرام.
لم يعد جديدًا اهتمام المملكة بالحج والحجاج¡ فهي منذ اضطلاعها بمسؤولية الحج مع بزوغ شمس الدولة السعودية وهي لا تدخر جهدًا في التطوير وتهيئة جميع سبل الراحة للطائفين والقائمين والركع السجود.
ولا ينكر هذه الجهود إلا من أصيب في نظره بقصر أو في معرفته بنقص واضح¡ لا يمكن إنكار أن ميزانيات تطوير المشاعر المقدسة ظلت باقية ومستمرة في الوقت الذي كان يعتري ميزانيات الدولة بعض العقبات¡ ولا يمكن إنكار حرص قادة بلادنا على جعل الحرمين الشريفين منارة علم يستظل بهما العالم الإسلامي¡ ولا يمكن تجاوز حرص هذه البلاد وأهلها على الاحتفاء بالحجاج والزائرين.
وإزاء هذه الأعمال الجليلة التي يقوم بها قادة هذه البلاد ومعهم الشعب السعودي¡ التي يبتغون بها وجه الله - سبحانه وتعالى - نجد من يخرج ويبث «سمومه» انتقاصًا من القرار الأخير¡ وتحميله تفسيرات تحمل كثيرًا من علامات الاستفهام.
وفي هذا السياق يحسن استحضار مقولة أحد المنصفين عندما قال: «لحاجة في نفس أولئك الذين تعودوا على الانتقاص من المملكة وأهلها¡ لم نستغرب موقفهم الصادم من قرار قصر الحج على حجاج الداخل¡ فهم سينتقدون أي قرار يصدر¡ فلو تم فتح الحج للجميع لقالوا: إن السعودية لا تهتم بصحة الحجاج¡ وإنها تغامر بذلك»¡ وعندما صدر قرار قصر الحج قالوا: «السعودية تمنع الحج!».
لكن هذه البلاد لا تنتظر آراء هؤلاء المأزومين¡ ولا تزال تعمل وستعمل من أجل مصلحة الإسلام والمسلمين¡ فليس معقولًا وفي هذه الجائحة أن يتم تشريع الأبواب أمام الحجاج¡ فكل التقارير الطبية تمنع وتحذر من التقارب الاجتماعي¡ والحج من أهم مظاهره الحشود الجماعية¡ والمملكة تعمل وفق رسالتها السامية¡ فهي لم تعطل الحج¡ وسمحت بإقامة هذه الشعيرة وفق أقل الأضرار التي يمكن أن تنتج من هذا الاجتماع¡ ولم تقصره على مواطنيها بل سمحت للمقيمين أيضًا.
المملكة لا تنتظر الإشادة من أحد عندما تُقدِم على عمل كهذا¡ لكن ولأن للإجراء الذي اتخذته هدفًا ساميًا¡ جاءها الإنصاف من أعلى الجهات الدولية والإسلامية¡ التي ثمنت هذا القرار¡ وأنه يأتي مواكبًا للظروف التي يمر بها العالم¡ ولحرصنا على أمن وسلامة ضيوف الرحمن كما هو ديدننا.
http://www.alriyadh.com/1828612]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]