في بعض الأحيان يصعب علينا مهما تكاثفت الأفكار في أذهاننا أن نصوغها في عبارات شافية واضحة¡ فأيهما أصعب وأكثر إيلامًا¿ أن نتحدث عن الفقد والجزع والوحشة¡ أم أن نتحدث عن فقيدنا وذكرياتنا المُشتركة وما يخلفه غيابه في القلوب من مرارة وحسرات¡ لكننا لا بد أن ندفع أنفسنا للحديث¡ ونرثي بصدق وإخلاص الأستاذ فهد العبدالكريم¡ الأخ والصديق والزميل والإنسان¡ قبل أن نرثيه رسميًا كرئيس تحرير صحيفة الرياض¡ ففي القلوب والأذهان كان خير عون للجميع¡ خير صاحب في الطريق¡ خير ناصح في الأزمات وخير مثال يحتذي به الجميع في مواقفه وسلوكياته وحسه الإنساني وبوصلته في تحديد الأولويات مهما اضطربت الأجواء من حوله¡ فتعلمنا منه مما تعلمنا حكمة التبسم¡ والبشاشة على بساطتها¡ حيث نبهنا الكريم إلى قدرتها السحرية الفائقة¡ على حل المشكلات ورأب الصدوع¡ وإعادة الأمن إلى القلوب¡ حتى في أحلك اللحظات¡ وأسفل وطأة المرض والألم والمعاناة.
أما في الساحة المهنية¡ فكانت خبرة فهد العبدالكريم عميقة بالغة الثراء¡ شكلها عبر سنوات من العمل والممارسة الصحفية الحقيقية¡ بدأها محررًا صحفياً¡ وتدرج في المناصب التحريرية إلى أن أصبح قائدا لمسيرة «الرياض»¡ رئيسًا لتحريرها¡ مُشرفًا على آلاف الكلمات التي تُنتجها الصحيفة العريقة¡ ومرشدًا لأبناء الصحيفة في دروبهم المهنية المتباينة¡ مؤكدًا على قيمها المهنية¡ وهى مسؤولية بالغة الثقل¡ أدى مهامها بكفاءة وإخلاص إلى النهاية¡ ما جعل مصاب أسرة «الرياض» في فقده شديد القسوة.
إلا أنه قدرنا نحن أبناء «الرياض»¡ أن نتلقى الصدمات المتتالية بصلابة¡ ونستمر في العمل والعطاء عناية لصحيفتنا ولأسماء من تركونا وحمّلونا المسؤولية الأخلاقية في غيابهم¡ بداية من عراب «الرياض»¡ الأستاذ تركي السديري ومرورًا بالعظيم راشد الراشد¡ وأخيرًا الأب الفقيد فهد العبدالكريم¡ وإن كنا نُشفق من وحشة الفراق¡ فإن السيرة الطبية لمن رحلوا عنا هى عزاؤنا الباقي والممتد¡ فالطيبون لا يرحلون¡ بل هم باقون في الأذهان والقلوب¡ وسوف تذكرهم الألسنة والأقلام بالمحبة والخيرات جزاءً لما قدموه لمجتمعهم ولمهنتهم من جهود مخلصة ومميزة.
http://www.alriyadh.com/1829905]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]