لبنان أرض الحضارة¡ والسياحة¡ والتجارة¡ أرض التنوع والاختلاف¡ قالوا عنه باريس الشرق¡ وتحمل له القلوب في كل مكان تقديراً وإعزازاً.
عانى مؤخراً¡ وتولد الحكومات فيه بجراحات قيصرية¡ لها من الآثار الجانبية الكثير التي كادت تودي بحياته¡ ومازالت الأخطار جاثمة على صدره¡ تظاهرات¡ وقلاقل¡ وشعب يثور معترضاً على زيادة الضرائب¡ وتراجع مستوى المعيشة¡ وإغلاق المصارف¡ وتراجع قيمة الليرة مقابل الدولار.
ومنذ أيام أصدر قاضي الأمور المستعجلة محمد مازح حكماً بمنع أية وسيلة إعلامية لبنانية أو أجنبية تعمل داخل البلاد¡ من إجراء أية مقابلات أو تصريحات إعلامية مع السفيرة الأميركية لمدة عام كامل¡ مع إيقاف أية وسيلة إعلامية تخالف القرار لمدة مماثلة¡ وأن توقع بحق الوسيلة الإعلامية غرامة مالية قدرها 200 ألف دولار¡ وذلك بعدما اعتبر أن السفيرة أدلت بتصريحات مسيئة لـ»حزب الله» تشكل خطراً على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني.
قوبل الحكم باحتفاء بالغ من «حزب الله».. وعلى النقيض أعربت معظم القوى السياسية اللبنانية عن رفضها واستنكارها للحكم¡ لما يمثله من مخالفة دستورية وخروج عن الأعراف¡ وتعدٍ على دور وزارة الخارجية وانتهاك للمعاهدات الدولية¡ وسابقة خطيرة على لبنان وعلاقاته الدولية¡ وخرق لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية¡ فضلاً عن كونه يعد تقييداً لحرية الإعلام.**
وكانت السفيرة الأميركية دروثي شاي لدى لبنان قد حمّلت - في مقابلة تلفزيونية أجرتها قبل يومين مع قناة الحدث التابعة لشبكة أخبار العربية - بشكل مباشر «حزب الله» المسؤولية عن الانهيار المالي والاقتصادي والتردي المعيشي الذي يشهده لبنان. أرى أن الأزمة الحقيقية كانت في تصريح السفيرة الأميركية عن قانون «قيصر» الذي يستهدف شخصيات سياسية واقتصادية وعسكرية سورية¡ حيث يفرض القانون الذي أصدره ترمب 2019 إجراءات ضد عدد من الشخصيات السورية والموالية للنظام السوري¡ والشخصيات الموالية لحزب الله.
http://www.alriyadh.com/1829978]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]