يسأل أحدهم عن الأسباب التي جعلت من الناس أكثر حرصاً من أن تصيبهم الأمراض وخاصة جائحة كورونا خلال إجازة عيد الأضحى المبارك المنتهية قبل أيام¡ نقول: إن درس عيد الفطر المبارك هو السبب من جراء أن المؤشر العام للجائحة قد ارتفع بعدها بشكل كبير بسبب عادات نمارسها قد ساهمت في زيادة أعداد المصابين¡ أهمها عادة التقبيل بين المتعايدين والاحتضان¡ وهو فعل يخلط في أحيان كثيرة الأنفاس¡ وبما يهيئ لاستقبال الجراثيم والبكتيريا.. حتى من غير كورونا.
ولدينا في السعودية وضع الخد على الخد أو حتى جزء منه أمر لا مناص منه حين التعايد والتلاقي بين الأقارب والأصدقاء¡ مع أن التحية بالكلمات قد تغني¡ لكن حضورها وحدها قد يوجد نوعاً من التنافر أو يوحي بذلك¡ وبصراحة ما نحن عليه من تقبيل ونقل للعدوى مصدر خطورة من قبل البعض الذي تمثل التحية لديه عنواناً للتقدير والمحبة¡ ويتم بواسطة تلامس الخدين واقتراب مقدمتي الأنفين "أرنبتي الأنفين" من بعضهما لمرة واثنتين وقد تصل إلى أربع¡ ومكمن الخطورة هنا أكبرº لأن اشتباك الأنفاس أمر لا مناص منه¡ وعليه فلا بأس من نقل العدوى سريعاً!!.
هنا ليس من حقي أن أستنكر على ربعنا عاداتهم¡ لكن لنواحٍ صحية وما فعلته جائحة كورونا أصبح لزاماً أن يخف وقعها¡ ومن أجل الوقاية أو على الأقل نُحدث تغييراً في تعبيرنا عن السلام والتحايا كما هي حالنا مع الملابس والطعام¡ فعلى أقله فالمصافحة كافية دون عناق وتقبيل وتلاقي أنفاس¡ وبإمكان كل فرد إظهار التعاطف والمحبة وحتى الاشتياق.. دون تلاقٍ جسدي وتنفسي¡ ونشاهد بعض العادات لشعوب فيها كثير من التعبير عن العطف دون احتكاك جسدي وبما يمنع اختلاط الأنفاس.
لست هنا بصدد الدعوة إلى اختراع تحية جديدة نبدأ العمل عليها.. لكن قبل أن أُتهم بالدعوة للخروج على العادات والتقاليد جدير بأن أشير إلى أن في تحايانا من الأصالة والتواد الشيء الكثير.. لكن نحتاج إلى تطويرها وجعلها أكثر أمناً وسلامة لنا¡ لاسيما أننا نعيش في عالم متسارع مهدد بالأوبئة والأمراض¡ وتناقلها من السهولة بأن يجعل منها جائحة كما هي كورونا.
أتمنى ذلك حتى لو احتج بعضنا بأن التقاء الوجهين أو الأنفين بسبب أن جميعها تمثل الجانب الأهم لدى الإنسان ولما لها من عزة وأنفة وشموخ¡ والدليل حين يريد السعودي أن يثبت أمراً مستقبلياً فهو يقول "على خشمي"¡ وإذا أراد الاعتذار لمن يستحق فهو يقول "امسحها بوجهي"¡ وعليه فلا بأس أن نغير من عاداتنا مادام أنها قد تكون سبباً في مرضنا.. نشدد على ذلك في ظل أن تجربتي عيد الفطر المبارك والأضحى المبارك قد كشفتا لنا معنى الالتزام بالعادات الصحية لأجل كباح كورونا¿!.
http://www.alriyadh.com/1836628]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]