الميثولوجيا اليونانية تحكي لك قصة لمسة ميداس الذهبية.
الملك ميداس لم يكتفِ بمُلكه تمنى أن يتحول كل شيء يلمسه إلى ذهب¡ فلبى له الإله ديونيسوس هذا الطلب بعد أن رأى صنائع حسنة فعلها ميداس¡ وصار ميداس الآن يحوّل كل شيء يلمسه إلى ذهب¡ ويا لفرحته عندما لمس حصاة صغيرة فتحولت ذهباً¡ ثم حجرا كبيرا وإذا به قطعة بارقة من ذهبٍ باهر¡ فذهب إلى أهله بنشوة ليحمل الأخبار العظيمة¡ واستقبلته ابنته عند الباب فلما أمسك بها فرحاً ليبشرها تجمدت على هيئة تمثال ذهبي¡ وأصابت اللمسة الذهبية كل شيء حتى الطعام¡ وندم ميداس على تلك الأمنية التي حوّلت حياته إلى جحيم.
هذه قصة شهيرة في التراث اليوناني القديم¡ تهدف أن تحذّر من الجشع والحرص البالغ على المال¡ إلا أن من عجائب عصرنا أننا قد اكتشفنا قبر الملك ميداس¡ بل اكتشف العلماء أدق تفاصيل حياته حتى ما كان يأكل!
إنه ليس ميداس المذكور في تلك الأسطورة بل ملك حقيقي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد¡ وفي الخمسينات من القرن الميلادي الماضي اكتشف علماء الآثار قبره بحالةٍ ممتازة¡ وجدوا فيه منسوجات¡ وأثاث خشبي¡ وثمانين جرة طينية فيها بقايا طعام¡ والذي أدهشهم أن الطعام لم يتحلل رغم مضي أكثر من 2700 سنة¡ وبعد المزيد من التقصي عرفنا أنه كان ضيف شرف في وليمة كبيرة¡ وأكل هو و150 ضيف يخنة أو طاجن من لحم الغنم المبهّر والذي نُقِع قبل طهيه في العسل والنبيذ وزيت الزيتون¡ ووجدوا أواني للشرب (لكن ليست ذهبية!).
إنه علمٌ عظيم وعصر عجيب نعيشه¡ كما نرى في قصة ميداس الأسطوري وميداس الحقيقي¡ فيدرس العالِم إناءً صغيراً ويستخرج منه قصة تاريخية كاملة بأدق تفاصيلها. يا ترى هل سنرى في عصرنا نفس العلم قادراً أن يحوّل الحجر إلى ذهب كما كان يتمنى ميداس¿
http://www.alriyadh.com/1839328]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]