لا شك أن الإرهاب لا يمثل تهديداً لأمن واستقرار المجتمعات فحسب¡ بل إنه بمثابة سرطان يفتك بالسلام والأمن العالمي¡ ويخلّف تداعيات اقتصادية هائلة¡ إلا أن خطره الأكبرº مع أجواء الخوف والكراهية التي يشيعها يساهم في ارتداد العالم عن ما أنجزه في العقود الأخيرة من التكامل وتعزيز التعاون الجماعي¡ وإقامة نظام عالمي منسق الجهود في وجه التحديات التي تواجه الإنسانية جمعاء¡ ولعل أزمة كورونا تمثل أبرز تجليات التناغم العالمي حيال هذه الأزمة الخطيرة.
يسهم الإرهاب ودعوات الكراهية¡ في عودة العالم لإقامة الأسوار¡ وتصاعد النزعات العنصرية على حساب مفاهيم المواطنة¡ والمساواة¡ وفي هذا السياق تبرز الرؤية الحكيمة للمملكة ومقاربتها الموضوعية لآفة الإرهاب والكراهية¡ إذ كانت سباقة في وضع الحلول العملية¡ ورفع لواء الحوار والتقارب بين الحضارات والأديان¡ إيماناً منها بأن الإرهاب إنما ينمو في بيئات الكراهية¡ والمجتمعات التي يسود فيها خطاب نبذ الآخر وتنميطه. لم تتوانَ المملكة يوماً عن إدانة الإرهاب¡ بكافة صوره وأشكاله¡ ورفضها القاطع لكل مبررات الخطاب الإرهابي¡ التي تجافي كل الشرائع والمعتقدات والمبادئ الإنسانية¡ داعية في الآن ذاته إلى نبذ أي خطاب يشيع الكراهية¡ ويولد العنف والتطرف¡ وهو ما يمثل وصفة متكاملة لمواجهة هذه الآفة العالمية المدمرة¡ والحل الوحيد والموضوعي لإيقاف دائرة العنف المستمرة هذه.
نجحت المملكة في مواجهة الإرهاب¡ وقدمت النموذج الدولي الأنجع بلا مبالغة في تجفيف منابع التطرف¡ ومواجهته أمنياً وفكرياً¡ في أمثولة مدهشة وتجربة مثيرة للإعجاب¡ لا سيما إذا ما علمنا أن المملكة كانت في فترة من الفترات الهدف الأول للفكر الإرهابي¡ ومشروعات التطرف¡ ولذا حري بالمجتمع الدولي أن يتأمل التجربة السعودية¡ ويتمعن في الوصفة التي تقدمها المملكة للقضاء على بعبع الإرهاب وإشاعة خطاب السلام والتقارب.
http://www.alriyadh.com/1851455]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]