وجد نظام الملالي منذ عام 2003م في العراق بيئة خصبة تمكنه من مدّ نفوذه¡ وتنفيذ مخططه التخريبي¡ واستخدامه كورقة ضغط على أهله¡ وبوابة عبور للسيطرة على جيرانه.
فدشّن الأدوات والأذرع والمؤسسات الاستخباراتية التي تمارس نشاطها بشكل سري وعلني¡ وتنوّعَ نشاطها ما بين الديني والخيري والثقافي¡ حيث تقدم نفسها خادمة للشعب¡ وفي الواقع تُعدّ عيناً لاستخبارات الملالي¡ وخنجراً مسموماً بيد الحرس الثوري.
كما لم يغفل نظام الملالي عن تدشين أذرع إعلامية عراقية يُقدر عددها بالعشرات لصناعة رأي عام له¡ ونشر ما يخدم أهدافه ومصالحه¡ ويروّج لفكره المتطرف.. حيث تتلقى تمويلاً سخياً من المرشد الأعلى علي خامنئي¡ شريطة الالتزام بسياسة نظامه في الترويج لأفكار ولاية الفقيه.
وباتت هذه المحطات الفضائية¡ والمواقع الإلكترونية¡ ومراكز الأبحاث والدراسات¡ والصحف¡ ناطقةً باسم تلك الميليشيات والأحزاب¡ وتتبنى منهجها.
إذاً¡ العراق القوي ليس خياراً مفضلاً ومريحاً لنظام الملالي¡ إذ قد يهدد مصالحه¡ لذلك أدركت حكومة الكاظمي أن العراق لن يصبح قوياً إلاّ في حال تضمين كافة القوى السياسية داخل معادلة السلطة¡ بما فيها القوى الرافضة للنفوذ الإيراني في العراق.
وهذا ما أدركه أيضاً الشعب العراقي¡ الذي خرج في تظاهرات منذ خريف 2019م وما زال¡ محتجاً على التوغل الإيراني¡ ومطالباً بخروجه الكامل من بلاده¡ إلاّ أنّ ما قامت به تلك الميليشيات المسلحة الموالية من قمع واغتيال¡ يُعطي مؤشراً بأن إيران لن تتخلى عن العراق بسهولة¡ لأنها تعي تماماً أن العراق البوابة العربية التي تمكنها من تحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة.
لذلك طبيعة العلاقة بين العراق وأهله وجيرانه ستعتمد إلى حدّ كبير على الدور البارز المصلح الذي يقوم به رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي¡ والتركيبة السياسية لحكومته¡ ونوع العلاقة طويلة الأمد التي يبنيها العراق مع العرب ودول العالم المتحضر.




http://www.alriyadh.com/1851984]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]