لا تمثل مناسبة مرور ستة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم¡ حدثاً محلياً فحسب¡ إذ تتجاوز مداها الوطني إلى المجال الإقليمي والدولي¡ فعهد خادم الحرمين شهد تحولات كبرى ونقلات غير مسبوقة على جميع الصعد¡ ما مثل نموذجاً استثنائياً في أطوار تقدم الدول وتطورها في زمن وجيز¡ وكون المملكة تمتلك ذلك البعد الرمزي والمكانة الكبرى في عالمها الإسلامي¡ فقد شكلت تجربتها نموذجاً يحتذى ومثالاً مؤهلاً لقيادة حركة الإصلاح والتحديث في المنطقة.
بهذا المعنى تصبح ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين فرصة ثمينة لتأمل تفاصيل هذا النموذج الفريد في مجال الحكم وقيادة الدول¡ فعهد الملك سلمان - رعاه الله - حقق معادلة قلما تتحقق¡ إذ واءم بين عملية الإصلاح والتحديث مع الحفاظ على الثوابت والمبادئ التي قامت عليها هذا البلاد المباركة¡ وما هو أكثر إثارة للإعجاب¡ أن عملية التحول الكبرى هذه التي تستغرق من دول أخرى عقودا من الزمن قد تحقق جزء كبير منها في زمن قياسي¡ وأصبحت ملامح التطور والتحديث واقعاً ملموساً كل يوم¡ يعيشه المواطن والمقيم في شتى تفاصيل حياتهم¡ كما يراه الزائر لأول وهلة.
السمات الفذة والتجربة الطويلة للملك سلمان في ساحات الحكم والسياسة¡ حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم¡ وتدرج في سلم الحكم¡ منحته بعداً فريداً يمكن تلمسه في حنكته ورؤيته الحكيمة داخليا وخارجيا¡ وهو ما أثمر بعد توليه - حفظه الله - مقاليد الحكم ملكًا للمملكة العربية السعودية¡ حالة نهوض خلاقة على جميع الصعد¡ وتحول المملكة إلى دولة فاعلة بشكل قوي إقليمياً ودولياً¡ عبر انتهاج سياسة حازمة حيال مهددات الأمن الوطني والإقليمي¡ وفي الآن ذاته نسج شبكة واسعة من العلاقات والتحالفات الكبرى¡ وهنا يتبين البعد الاستثنائي لعهد الملك سلمان¡ في هذه القدرة الفذة على قيادة الوطن عبر منعرجات المنطقة¡ والتحولات الخطيرة إقليماً ودولياً¡ وإرساء نموذج استقرار وتقدم في محيط من العواصف.
http://www.alriyadh.com/1854009]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]