إن أبناء المملكة المخلصين والأوفياء¡ الذين شكرهم ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في كلمته الكريمة بقوله: "وأشكر الشعب السعودي الجبّار لقيامه بعمل رائعº استطعنا من خلاله أن نحقق الكثير"¡ فجميعهم يقدمون أرواحهم ودماءهم دفاعاً عن الوطن العزيز وعن قيادته الكريمة..
في كلمته الوطنية الكريمة والشاملة المرفوعة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله -¡ تطرق ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لموضوعات ومجالات وطنية عديدة تتعلق بالتنمية والتطوير والتحديث والبناء¡ ومن هذه الموضوعات الوطنية¡ الحملة المستمرة للقضاء على الفساد في المملكة. وكما عهدنا من قيادة المملكة الكريمة¡ فإن لغتهم مباشرة¡ وكلماتهم صريحة¡ ومقاصدهم واضحة¡ وشفافية تعابيرهم تامة مع المواطن عند طرح كل الموضوعات التي تهم الوطن وتساهم في بنائه ونمائه وتطويرهº وعلى هذا المنهج الوطني المستقيم جاءت الكلمات مباشرة لتحذر تحذيراً صريحاً من آفة الفساد.
فضمن كلمته الكريمة - حفظه الله -¡ التي بثتها واس في 12 نوفمبر 2020م¡ جاء فيها الآتي: "لقد انتشر الفساد في المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية مثل السرطان¡ وأصبح يستهلك 5 % إلى 15 % من ميزانية الدولة¡ ما يعني أداءً أسوأ من 5 % إلى 15 % على أقل تقدير في مستوى الخدمات والمشاريع وعدد الوظائف وما إلى ذلك. ليس فقط لسنة أو سنتين¡ ولكن تراكمياً على مدى ثلاثين سنة¡ وإنني بصدق أعد هذه الآفة العدو الأول للتنمية والازدهار وسبب ضياع العديد من الفرص الكبيرة في المملكة العربية السعودية. هذا الشيء أصبح من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم على أي نطاق كان دون حساب قوي ومؤلم لمن تسوّل له نفسه¡ كبيراً أو صغيراً.**ونتائج حملة مكافحة الفساد كانت واضحة للجميع¡ حيث بلغ مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد 247 مليار ريال في الثلاث السنوات الماضية¡ وهذا يمثل 20 % من إجمالي الإيرادات غير النفطية¡ بالإضافة إلى أصول أخرى بعشرات المليارات نُقلت لوزارة المالية¡ وستسجل في الإيرادات عندما تُسيّل بما فيها من عقارات وأسهم". بمثل هذه اللغة الكريمة يكون العزم والحزم والتطلع نحو المستقبل الواعد.
"رؤية المملكة 2030"¡ الطموحة بأهدافها السامية وبرامجها التنموية والتطويرية والتحديثية الواعدة¡ لم تعلن لمجرد الإعلان أو لتضييع مزيد من الوقت¡ وإنما أُعدت ووضعت لتصحح مسارات العمل¡ ولتجود الأداء¡ ولتتكامل منظومة الإنجاز¡ وأعلنت برامجها ليساهم كل مواطن في بناء الوطن¡ واعتمدت من القيادة الكريمة - حفظها الله - لترتقي بمكانة المملكة بين الأمم وتجعلها في مصاف الدول المتقدمة والصناعية. ولكي تتحقق هذه الرؤية الوطنية الطموحة يجب أن تعالج السلبيات وتواجه بحزم كل مسببات الفشل¡ وتحارب جميع أدوات الهدم مهما كبر حجمها وحجم أعوانها الذين تسببوا تاريخياً بتعطيل التنمية وضياع الوقت والفرصº وهذه المعالجات السريعة والمواجهات الحازمة هي التي عملت عليها الدولة الكريمة خلال الأعوام الأربعة الماضية حتى تحققت النجاحات الكبيرة والمشهودة.
إن العزم والحزم اللذين عبَّرت عنهما الكلمة الكريمة لولي العهد الأمين - حفظه الله -¡ ومنها المتعلق بمحاربة آفة الفساد¡ تدل على حكمة عظيمة في نظرته للأمور والمسائل¡ ونظرته الدقيقة والفاحصة للمسببات التي تسببت بتعطيل خطط التنمية والتطوير والتحديث والبناء خلال العقود الماضية على الرغم من المبالغ الكبيرة جداً التي رصدتها الدولة بهدف الارتقاء بمستوى الوطن والمواطن. نعم¡ لقد تسبب الفساد المالي والإداري خلال العقود الماضية بالكثير من المشكلات التي تسببت - بكل أسف - بتراجع تصنيف المملكة في بعض المجالات الخدمية مثل التعليم والصحة والإسكان والخدمات البلدية والمجالات التجارية والاستثمارية وضعف القطاع الخاص وقلة الفرص الوظيفية وغيرها من مجالات خدمية يفترض أن تكون فيها المملكة بالمراتب والصفوف الأولى عالمياً بناء على المخصصات المالية والصلاحيات الإدارية التي سخرتها الدولة.
لقد أثبتت السنوات الأربع الأخيرة منذ أن اعتمدت "رؤية المملكة 2030" أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي تتطلع له القيادة الكريمة والمواطن المخلص لقيادته ووطنه. لقد تحقق خلال الأعوام الأربعة الأخيرة الكثير والكثير في سبيل السعي للقضاء على آفة الفساد حتى أصبحت المملكة نموذجاً عالمياً في مجال مكافحة ومواجهة الفساد. حملة وطنية شاملة بدأت قوية جداً¡ حتى إنها لم تستثن أحداً مهما كان اسمه أو مكانته أو منصبه الرسمي في الدولة¡ ويزداد التأكيد عليها وعلى أهمية مواصلة العمل على محاربة الفساد حتى يتم القضاء عليه تماماً ويحاسب كل شخص دخل في قضية فساد.
إنها سياسة دولة تتطلع للمستقبل وتطمح لتحقيق النجاح بعد النجاح والتميز بعد التميز¡ ولن تسمح لآفة الفساد أن تعطل مشروعاتها وتوقف خطواتها نحو بناء الوطن وتحقيق رفاهية المواطن.
وفي الختام من الأهمية التأكيد بالقول: إن أبناء المملكة المخلصين والأوفياء¡ الذين شكرهم ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في كلمته الكريمة بقوله: "وأشكر الشعب السعودي الجبّار لقيامه بعمل رائعº استطعنا من خلاله أن نحقق الكثير"¡ فجميعهم يقدمون أرواحهم ودماءهم دفاعاً عن الوطن العزيز وعن قيادته الكريمة¡ ويقفون صفاً واحداً صلباً منيعاً في وجه أعداء الوطن¡ ويرون في ولي العهد الأمين - الأمير الشاب - المستقبل الواعد للوطن والمواطن¡ والطموح المستمر نحو العلياء¡ والتفاؤل الذي لا ينضب مهما تحقق من نجاحات وإنجازات.
http://www.alriyadh.com/1854047]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]