يستمر تطور استخدام التقنية والخدمات الإلكترونية التي تصر على أن يتعامل الإنسان مع الآلة ثم يذهب إلى بيته لأنه بلا وظيفة بسبب المبالغة في استخدام التقنية. حتى الأوراق النقدية أصبحت مزعجة للإنسان العصري فقرر أن يتخلص منها¡ واستخدام البطاقة بدلاً عنها. حتى البطاقة أصبحت بالنسبة له طريقة تقليدية وليست سريعة بما فيه الكفاية¡ وبالتالي فهي تهدر وقته الثمين رغم أنه بلا عمل بسبب الآلة! آخر ما توصلوا إليه لتحقيق السرعة أو تحقيق أي شيء هو ما تعمل عليه الصين (الدفع بالابتسام). لا تحمل معك أوراقاً نقدية ولا بطاقات بنكية لأنها مزعجة لك وثقيلة! إذا أردت أن تدفع¡ كل ما عليك أن تفعل أيها الإنسان العصري المشغول المستعجل هو أن تبتسم. هذه الابتسامة هي وسيلة الدفع القادمة!
إذا كان بعض الناس يتجنبون استخدام البطاقات حرصاً على بياناتهم أو اعتراضاً على الاحتكارات والأرباح البنكية¡ فكيف سيكون موقفهم من أسلوب الدفع بالابتسام. ما رأي علم النفس¿ إذا كان الإنسان يمر بظروف صعبة لأي سبب ثم يطلب منه أن يبتسم في الصيدلية لكي يشتري الدواء¡ فكيف يفعل ذلك وهو لا يستطيع الابتسام أمام الكاميرا حين يطلب منه ذلك!
هل توصل المختصون - بأي علم - إلى أن هذه الطريقة (الدفع بالابتسام) هي وسيلة علاجية تسعى لنشر عادة الابتسام¡ وتساعد من يمر بظروف صعبة على التغلب عليها بالتفكير الإيجابي¿ المشكلة أنه سيبتسم للآلة لأن الموظف غير موجود فقد طردته الآلة التي تريده أن يبتسم!
كان شعار (عالم بلا أوراق) يهدف إلى التخلص من الروتين الإداري في بيئة العمل¡ وتطوير الإجراءات وتحسين الخدمات وتسريعها. الآن تتجه الأنظار الى الأوراق النقدية التي يقال: إنها تقف عائقاً أمام سعادة الإنسان¡ وتحرمه من دخول العالم الرقمي الجميل!
لا شك في أهمية التقنيةº فقد ساهمت في تطوير وجودة الأداء والخدمات وخاصة في المجال الطبي¡ والإداري¡ والصناعي. أما التقنية المبالغ فيها فهي تحول الإنسان إلى كائن غير متحرك¡ العالم كله في جيبه¡ وأعماله يؤديها وهو مستريح في بيته وربما على سريره. ولهذا السبب يبحث عن نادٍ يمارس فيه الرياضة¡ أو رصيف للمشاة¡ وقد يمارس الرياضة عن بعد وهو في البيت. وقد يخرج للبحث عن وظيفة فيقابله الروبوت عند باب الشركة ويقول له: مع الأسف¡ لا توجد وظائف!




http://www.alriyadh.com/1857157]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]