هل تتوقّع عزيزي (المدير/ القائد/ رجل الأعمال) أن أحدا ممن حولك يمارس معك ألاعيب الخداع والتضليل¿ نعم قد تكون أيها الكبير مشغولا بعملك وإنجازاتك¡ ولكن لعلها فرصة أن تتساءل ثم تتفحّص واقعك ومن حولك¡ ومن هنا يمكن القول إن الإشكال الحقيقي هو أنت خاصة إذا كنت ذا مال وجاه حيث لا يمكنك (وسط أدخنة التبجيل) تمييز كثير من المخادعين المضللين لأنهم محترفون وقد يكون بعضهم من حملة الشهادات العليا وينتسبون لأسماء وألقاب طنّانة.
وحتى نتفق ينبغي أن نتوافق على أن المخادعين أصناف¡ ومن القراءة والتأمّل والمعايشة يمكن تلخيص أبرز خمسة مخادعين يتناوبون على الإنسان في رحلة الكفاح ويتكاثرون بوضوح حول بعض من وفقه الله (أو ابتلاه) في مشاوير الدنيا بالمال والنفوذ أو بكليهما وهم:
المخادع الأول: شخص أفّاق أفّاك يقتات على الخديعة وحبك المكائد¡ وهذا النمط بكل أسف معروف مكشوف أمام (عامة الناس) ولكنه كما تشير الشواهد قد يخفى على (خاصة الناس) لتمرّسه وقدرته على المراوغة والخداع.
المخادع الثاني: هو ذاك الذي يبدو في كثير من مظاهر العفاف والتقى ويتلبّس أقنعة الحكمة ويشتهر بالكلام الهادئ الرصين¡ وحين تستعيد مجمل كلامه ونصائحه واستشاراته تجدها في غالبها ماكرة مخادعة.
المخادع الثالث: عادة يكون ممن حولك وأقرب مستشاريك وندمائك¡ وهذا النوع لا يقول كثيرا ولا يعترض أو يناقش بل يوافقك دوما دون أن يلزم نفسه بشيء مكتوب أو مثبت¡ وحينما تقع واقعة وتنحسر عنك الأضواء تراه في كل مكان يبث الأسرار والشائعات مدّعيا كم كان عظيم الصبر والمعاناة¡ وكيف واجه وعارض وأنه الوحيد الذي حذّر وأنذر.
المخادع الرابع: هو ذاك الذي أصبح مستشارك أو مرجعك في أمر ما¡ وهو من صنع سيرته العلميّة والعمليّة بالكذب والتدليس¡ هؤلاء يصعدون على سلالم الوهم ويترقون على درجات الخديعة للذات والآخرين¡ وهؤلاء هم خبراء الوهم ولا يجيدون سوى صناعة الأوهام¡ والإشكال أن الناس لا يحاسبونهم عند الخطأ لأنهم يعلمون حقيقتهم¡ بل سيلقون باللوم والتقريع عليك وحدك لأنك من جلبهم.
المخادع الخامس: هو (أنت) حينما تمارس خداع نفسك وتعطي الغشّاشين - بحجة الاستفادة منهم أو بذريعة التوازنات - كلّ هذه المساحة في عملك والتأثير في قراراتك متجاهلا ما تعرفه يقينا من عواقب أثرهم القريب والبعيد.
قال ومضى:
أشهد لك بطول الباع في فنّ الغشّ والخداع!
http://www.alriyadh.com/1857408]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]