احتار العالم في التسمية¡ قالوا: ذوي الاحتياجات الخاصة احتراما للمعوقين¡ واتضح أن هذا المسمى يشمل احتياجات أخرى من بينها الإعاقة¡ ثم قالوا: ذوي الإعاقة في تعبير واضح يقر بوجود الإعاقة¡ وفي نفس الوقت يعبر عن ثقة بعدم الاستسلام لها¡ مهما كان المسمى فإن المجتمعات في كل مكان تتفق على الاهتمام بشؤون ذوي الإعاقة وتحترم حقوقهم وتترجم ذلك إلى الدعم والتشجيع وتهيئة الظروف والخدمات وفرص التعليم والتدريب والعمل مثلهم مثل غيرهم.
بداية الاهتمام والدعم بذوي الإعاقة تكون في محيط الأسرة.
وعي الأسرة وتقبلها للمعوق من أفرادها¡ والتعامل معه بشكل طبيعي¡ وتشجيعه على التفاعل والمشاركة¡ واكتشاف قدراته ومواهبه وتحفيزه على تنميتها¡ كل ذلك ثقافة تربوية وإنسانية وأساس قوي لبناء الثقة وتوفير سبل النجاح لذوي الإعاقة¡ وهي عوامل مهمة للنجاح بشكل عام للجميع.
لا شك في ارتفاع مستوى الوعي بحقوق الإنسان¡ وكذلك حدوث تغيير في نظرة الأسرة والمجتمع إلى ذوي الإعاقة من نظرة شفقة إلى نظرة إيجابية تنطلق من مبدأ المساواة بين جميع أفراد المجتمع. نظرة تتقبل ذوي الإعاقة وتحيطهم بالدعم وتساعدهم على التكيف الاجتماعي واكتشاف قدراتهم وتحديد أهدافهم والسعي بثقة وإرادة من أجل تحقيقها.
هذا الوعي الرسمي والشعبي بحقوق ذوي الإعاقة كان من نتائجه إنشاء الجمعيات المختصة بشؤونهم وتطوير الخدمات المقدمة لهم¡ وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحوهم.
المملكة من الدول المميزة في هذا المجال¡ ويكفي أن نشير إلى أن النظام الأساسي للحكم في المادة 26 ينص على أن تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية والتي تعزز مفاهيم العدل والمساواة ومنع التمييز على أي أساس ومنها الإعاقة.
انطلاقا من هذا النظام تنوعت الخدمات والبرامج التي تقدمها المملكة لذوي الإعاقة في مجالات الصحة والتعليم والتدريب والتعليم الخاص وفرص العمل والنقل¡ والإعانات المالية¡ واتجه طلاب وطالبات إلى التخصص في موضوع ذوي الإعاقة¡ وأصبح تكيفهم مع المجتمع¡ وقصص نجاحهم من الأخبار المعتادة التي يحق لهم روايتها والافتخار بها وتقديمها كنماذج تستثمر في التوعية والتحفيز وأهمية الثقة بالنفس والإرادة.




http://www.alriyadh.com/1857580]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]