تعتبر المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - من الدول الغنية على مستوى العالم¡ وقد شكلت جوانب ثقلها الثلاثة: الاقتصادي والسياسي والديني حجر الأساس لمكانتها الكبيرة ليس فقط على المستوى العربي والإقليمي¡ بل والعالمي. كما انعكس وضعها الاقتصادي المميز على إنسانها بشكل كبير¡ فأصبح الإنسان السعودي هو المستهدف الأول من جميع الميزانيات الحكومية¡ ومن جميع خطط التنمية¡وحكومة تستثمر عائداتها الاقتصادية في إنسانها.
وما من شك أن مكانة المملكة الاقتصادية ونهضتها بشقيها المادي والبشري تعود بعد حنكة قادتها إلى اكتشاف البترول كالمورد الاقتصادي الأهم والأوحد¡ وهذه القصة تعكس لنا هي الأخرى حرص مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على إيجاد مورد اقتصادي كبير يمكنه من تطوير بلاده وتحديثها. كما تعكس لنا إصراره - رحمه الله - على هدفه وتفاؤله وهو جانب مهم من جوانب شخصية الملك عبدالعزيز.
جلس الملك عبدالعزيز عام 1921م يفكر في البحث عن هذا المورد الاقتصادي¡ واهتدى إلى ضرورة التنقيب عن النفط في الأحساء¡ وعلى الرغم من استقطاب (شركة النقابة الشرقية العامة) البريطانية عام 1923م¡ إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها مما قاد إلى إلغاء امتيازها من قبل الملك عبدالعزيز بعدها بخمس سنوات. فهل توقف الملك عبدالعزيز عن طموحه¿
بعدها بخمس سنوات وتحديداً في العام 1933م منح الملك عبدالعزيز امتياز التنقيب عن النفط لشركة (كاليفورنيا العربية للزيت القياسي) الأميركية CASOC - California Arabian Standard Oil Co. حفرت الشركة أول بئر في تلال الظهران واستغرق العمل في هذه البئر الكثير من الجهد والوقت ولكن - ومع الأسف - لم تجد ما بحثت عنه. وتكررت احباطات الشركة والملك عبدالعزيز يترقب النتيجة حتى العام 1938م. وهو العام الذي شهد المحاولة السابعة لهذه الشركة بحفرها بئرا في قبة الدمام حملت اسم (بئر الدمام رقم 7) ليطلق عليها الملك عبدالله - رحمه الله - لاحقاً (بئر الخير). حيث تدفق النفط بكميات تجارية عام 1938م من هذه البئر معلناً عصر الخير والنماء والازدهار للمملكة وإنسانها. أما الشركة التي حققت هذا الإنجاز فقد حملت اسم (شركة الزيت العربية الأميركية) Arabian-American Oil Company¡ وهي ما نعرفه اليوم بشركة ARAMCO. تحولت هذه الشركة إلى شركة سعودية خالصة عام 1980م. وفي عام 1988م تم تعديل اسم الشركة بمرسوم ملكي إلى (شركة الزيت العربية السعودية) أو (أرامكو السعودية) Saudi Aramco التي تعد أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية.
ويبقى السؤال: كم من شبابنا¡ ناهيك عن أطفالنا¡ يعرف بئر الدمام رقم 7¡ أو بئر الخير¿ وانعكاساتها المباشرة على حياتهم¿ إن تعزيز مثل هذه المعرفة بجانب مهم من جوانب تاريخنا الوطني الاقتصادي يجعلهم يدركون كم التضحيات والجهود التي بذلها المؤسس - رحمه الله - في سبيل الرقي بهذه البلاد وإنسانها¡ كما تعزز فيهم قيمة الحرص على الوطن والتفاني في خدمته من أجل مواصلة مسيرة التطوير والتحديث.
http://www.alriyadh.com/1858633]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]