تقدم الكاتبة الواعدة «أمل الحربي» هنا عبر صحيفة «الرياض» مادة أسبوعية¡ أو لأقل حالة إبداعية قرائية منتقاة بأمر ذائقتها¡ ومخزونها القرائي¡ بطريقة لافتة ومختلفة¡ تعتمد في جلّها على انعكاسات المقروء لديها وأثره عليها¡ وهي بهذا تختط حالة كتابية غاية في الجمال أحب أن أطلق عليها «تدوير المقروء»¡ إذ ينطلق نتاج المقروء من خلالها¡ وتحضر بذلك الشخصية المقروءة معادة فيها ومكرّرة من خلال ذائقتها وهي بهذا تختلف عن أشكال البلاغة التقليدية كالتناص أو التمثل أو الاستلهام¡ إنها حالة أشبه بمفاتحة للنص في حضرة القارئ قد تبلغ أحياناً حدّ تقوّله أو استدعائه من مكان آخر أو حتى تفسير ما لا يراد تفسيره¡ وهي بذلك تتنقّل بنا بين رفوف مكتبتها برشاقة فراشة¡ وذكاء قارئ¡ وجرأة قادر.. لا أخفي حقيقة إعجابي الكبير بانعكاساتها على ما تقرأ حتى وإن بدا لي أحياناً أن التأويل أكبر من الحصر¡ فهي اختارت الحضور من خلال المقروء ثقة بوعيها وإدراكاً لنوعيتها كقارئة¡ وبالتالي خرجت علينا بهذا الشكل الكتابي الجميل والمدهش. إن إحضار شخصيات مقروءة وبإرث إبداعي طبخ حتى احترق قراءةً ونقداً وتدارساً.. ثم محاورتهم داخل ذاتها واستنطاقهم فيها¡ -أيا كانت قيمة ذلك الحوار أو أهميته للباحثين أو حتى قيمته المعرفية- جرأةٌ محمودة فبمجرد إحضار تلك الشخصيات والوقوف منهم وقوف القارئ النوعي الذي لا يطمع في أكثر من أن يدعو أصدقاءه على مائدته الذوقية حالة كتابية لافتة وجديرة بالوقوف.. شكراً أمل على محاولاتك العذبة في إعادة تدوير المقروء¡ وشكراً للأصدقاء في «ملحق الرياض» على إتاحة الفرصة لكاتبة واعدة وواثقة وجريئة في قول ما قرأته وحدها حد الدهشة..!
فاصلة: «تباعد» أباعدُ ظلي.. تميل به الشمس نحو الغروبِ فأوشك فيه الهلاك أباعد نفسي.. فتسألني أيّ شيءٍ تبقّى لدينا.. وما من سواك أباعد قلبي فأسأل عنك العناق الذي.. كان عادتَنا السائدة! أنا الآنَ في عزلتي وما من سبيلٍ بغير عناقٍ أكونُ به ما أنا دفعةً واحدة!
http://www.alriyadh.com/1859483]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]