غاب عن الاحتفالية بيوم اللغة العربية هذا العام بيت شاعر النيل حافظ إبراهيمº "أنا البحر في أحشائه الدر كامن¡**فهل سألوا الغواص عن صدفاتي"¡ وحضرت حملة شعبية مبتكرة على وسائل التواصل الاجتماعي ركزت على النطق المكسور للغة¡ والذي يضطر له المقيمون الأعاجم للتواصل مع العرب¡ بعد أن أصبح للأسف جزءاً متأصلاً من التواصل اللغوي بين المقيمين والوافدين.
غردت الجهات المشاركة في الحملة بعبارات عربية مكسورة على غرار ما يتحدث به المقيمون الأعاجم¡ في محاولة للفت الانتباه ليوم اللغة¡ ولقيت الحملة انتشاراً شعبياً بسبب فكرتها المبتكرة. إلا أن الإشكالية التي تواجهها اللغة لا تكمن فقط في أعاجم يحاولون التواصل معنا بقاموسهم المحدود من الكلمات المكسورة¡ أو باستخدامنا اللسان المعووج ذاته للتواصل معهم¡ لأنه فقط الوسيلة الأسهل والأسرعº بل الأمر أكثر تعقيداً من ذلك والملامة تقع على العرب¡ والعرب فحسب.
ينقل زميل أوروبي يعمل مع بعض الجهات المحلية¡ ملاحظة شاهدها في بيئة الأعمال لدينا¡ يقول: "يتحدث السعوديون مع بعضهم خليطاً من اللغة العربية والإنجليزية¡ لاحظت ذلك عند شعبينº الهنود والعرب¡ وإذا كنت أتفهم أن يفعل ذلك الهنود نظراً لوجود أكثر من 20 لغة في بلادهمº فإني لا أفهم لماذا يفعل ذلك العرب رغم أن لغتهم واحدة"..
يُظهر البعض منا تحضره بهذا الخليط الهجين الذي يراوح به بين اللغتين¡ وهي الممارسة ذاتها التي تلاحظها في البلدان العربية الأخرى التي تخلط العربية بالفرنسية كدلالة على المستوى الاجتماعي أو التعليمي الرفيع. وأصبح الآن كثير من الآباء يحرصون على التحدث مع أطفالهم باللغة الإنجليزية فقط¡ متحججين بأنها تسهل عليهم ممارسة اللغة الإنجليزية في المستقبل.. لكن ماذا عن لغتهم العربية¿ في الغالب يعتمد هؤلاء الأطفال على ما يتعلمونه في المدرسة¡ إلا أن اللغة العربية صعبة جداً¡ وبالتالي إذا لم تدعم بممارسة منزلية وقراءات حرة مكثفة¡ فإنها تصبح نقطة ضعف ملازمة لدى الطفل.
اللغة العربية بكل سحرها وجمالها هي مصدر فخر لأمتنا¡ ومن المؤسف أن تقتصر إجادتها على المتخصصين وعلى عشاقها فحسب¡ ولذلك فإن زيادة الوعي بأهمية المحافظة على اللغة تحتاج عملاً ممنهجاً يعتمد على البيت والمدرسة والقراءات الحرة¡ وتعتمد أيضاً على التشرب العميق لأهميتها إلى أن ينعكس ذلك على كل عملياتنا الاتصالية.
http://www.alriyadh.com/1860037]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]